كتب على العظماء أن لا يرحلوا دون أن يتركوا بصمة في التاريخ وأثرا عميقا في النفوس، ذلك ما تجلى اليوم من خلال تأبينية المجاهد البطل الفقيد عبد الرزاق بوحارة المنظمة من قبل جمعية أول نوفمبر التاريخية في قاعة المحاضرات بقصر الثقافة والفنون لولاية سكيكدة والتي اكتظت عن آخرها بحضور شخصيات تاريخية على غرار اللواء الدكتور عبد السلام بوشارب واللواء علي بوحجة والوزير السابق صالح قوجيل إلى جانب السلطات الولائية وإطارات حزب جبهة التحرير الوطني ومناضلين ومناضلات الحزب، إلى جانب عائلة الفقيد ورفقاء الدرب وبحضور مكثف لمواطني ولاية سكيكدة في إطار تواصل جيل اليوم وجيل الأمس. ونظرا للمكانة الرفيعة والبصمة النقية التي تركها الفقيد في نفوس أبناء منطقته الذين أبوا إلا أن يشاركوا في هاته الوقفة كجزء بسيط لرد الجميل منهم لفقيد الجزائر. وقد تضمنت هذه التأبينية لإبن مدينة القل الفقيد عبد الرزاق بوحارة معرضا للصور التاريخية وعرض فيلم وثائقي عن كفاح ونضال الفقيد من أجل جزائر مستقلة وإبراز جوانب من حياته السياسية والثقافية والرياضية وشهادات حول خصال الرجل الراحل من طرف رفقاء دربه. عضو مجلس الأمة والوزير السابق صالح قوجيل:رغم المسؤوليات الكثيرة كان قريبا مني في كل المناسبات تطرق عضو مجلس الأمة صالح قوجيل إلى خصال الفقيد عبد الرزاق بوحارة قائلا »إن الكلمات تتعثر ويعجز اللسان عن شخصية في مقام الأستاذ الحكيم عبد الرزاق بوحارة، خاصة وأنه كان قريبا مني في الأمس واليوم على حد سواء، التقينا للمرة الأولى بجبال مسلولة على الحدود الشرقية التونسية ومنذ ذلك الوقت ونحن نتبادل الآراء لمواقف في كل القضايا الداخلية والخارجية وبالرغم من المسؤوليات والمناصب التي تقلدها والتي كانت ثقيلة في معظم الأوقات من ضابط في جيش التحرير إلى سفير في الفيتنام وحتى وزيرا للصحة إلا أنه كان قريبا مني ويعد بمثابة أخ وأكثر من صديق ..شخصيا عرفته كقائد ذي حنكة فريدة ليس في حزب جبهة التحرير الوطني فحسب بل في أوساط المناضلين..لقد كان يحظى بمحبة الجميع بالنسبة للقاعدة النضالية، عرف بصرامته، واحترامه للقانون والنظام الداخلي لهذه المؤسسة التي قادت البلاد إلى الاستقلال. اللواء عبد السلام بوشارب: بوحارة رجل عظيم وذو أخلاق عالية وصف المجاهد واللواء عبد السلام بوشارب الراحل عبد الرزاق بوحارة بالرجل العظيم، الوفي و الطيب والشديد والصادق والجدي في إتخاذ قراراته مؤكدا بأن الوطنية تمشي في عروقه وهي صفات أكدها المجاهد بوشارب كونه تعرف به شخصيا حيث كان زميله في الدراسة والكفاح أين تعرف عليه إبان الثورة التحريرية على الحدود الشرقية التونسية مشيرا إلى أن فرنسا يأست أمام الطلبة ومن الإطارات الذين كونتهم والذين التحقوا بصفوف جبهة التحرير الوطني فكانت ضربة قوية لفرنسا وكقنبلة ذرية مفاجئة للإدارة الفرنسية. وأضاف اللواء عبد السلام بوشارب أنه تعامل مع الفقيد بوحارة عندما تولى منصب والي الجزائر العاصمة وأيضا عندما تقلد منصب وزير الصحة ووصفه بالمتواضع وأن أحسن في الأحسن الشيم أي الأخلاق العالية التي كان يتحلى بها المرحوم. ومن جهته، اعتبر الدكتور مصيبح أحمد القريب جدا من المرحوم عبد الرزاق بوحارة كونه- ابن مدينة القل- رحيل المجاهد الفقيد خسارة لكل الشعب الجزائري، وكل من يؤمن بالأخلاق والشجاعة والمثابرة من أجل مجتمعه، مضيفا أن تجربته في الكفاح وتوليه مناصب هامة بعد الاستقلال أكسبته خبرة في التعامل مع الآخرين، كما أن طبيعته وتكوينه العائلي جعله مميزا وفي نفس الوقت متواضعا. وفي ختام التأبينية قام والي ولاية سكيكدة محمد بودربالي بتكريم خاص لعائلة الفقيد. عبد الرزاق بوحارة يعد فخر مدينة 20 أوت المجاهدة بل فخر الجزائر التي فقدت برحيله عمودا هاما من أعمدتها التي أوصلت الجزائر إلى نور الاستقلال والسيادة الوطنية.