نظمت أمس، الجمعية الثقافية والتاريخية اول نوفمبر 54 لسكيكدة، وقفة تأبينية للمجاهد الراحل عبد الرزاق بوحارة، بقصر الثقافة والفنون حسين لحول بحضور السلطات الولائية والعسكرية، والعديد من المجاهدين من رفقاء الفقيد، وجمع غفير من المواطنين. استهلت الوقفة التأبينية بتلاوة آيات الذكر الحكيم، وبعد عزف النشيد الوطني تقدم رئيس جمعية اول نوفمبر بكلمة شكر لأسرة الفقيد، وللحضور من مختلف الشرائح، وبالأخص الضيوف الذين تكبدوا عناء السفر، وقد عدد رئيس الجمعية في مستهل حديثه خصال وأخلاق الراحل الذي وصفه بأنه كان أمة بأكملها. اما كلمة والي الولاية المختصرة، تضمنت الثناء على مآثر الفقيد عبد الرزاق بوحارة المناضل، والمجاهد الذي التحق بصفوف الثورة في ريعان شبابه، فحسب والي الولاية، الفقيد حارب بالقلم كما حارب بالسلاح وساهم في التأريخ لمسار الثورة بكتاباته في هذا الميدان، فكان يحمل الجزائر في قلبه وعقله وروحه. وتلى الكلمة التأبينية رئيس جمعية اول نوفمبر، الذي ذكر مسار الراحل الثوري وكيفية التحاقه بصفوف المجاهدين سنة 1955 بولاية خنشلة بعدما سجن لعدم تأديته الخدمة العسكرية. وامتاز الفقيد بشخصية قوية، وتدرج في المسؤوليات والقيادة الى ريبة لواء فيلق 39 بالحدود الجزائرية التونسية، واستمر نضاله بعد الاستقلال. وواصل التكوين العسكري بسوريا وحاز خلالها الرتبة الاولى في صفه، ثم تحصل على شهادة الليسانس في العلوم العسكرية من جمهورية مصر، وساهم في تنشيط الذاكرة التاريخية بعد احالته على التقاعد، وقد ابرز المتدخل ان الفقيد كان رجل حوار، اراد ان يمد جسور الاتصال مع شباب الاستقلال مبرزا عظمة الثورة التحريرية. وبعد الكلمة التأبينية، عرض شريط وثائقي من انتاج قصر الثقافة والفنون لولاية سكيكدة، مبرزا من خلاله مسيرة الراحل، بالصور وبعض شهادات رفاقه. وتخلل الوقفة التأبينية شهادة رفقاء الفقيد بوحارة كاللواء المتقاعد بوالشوارب عبد السلام الذي ذكر على لسان المجاهد بلقاسم حفصاوي من خنشلة صديق الراحل، »انه عايش الراحل 06 اشهر كلها كفاح ونضال في سلاح الصاعقة، كما تطرق بوالشوارب الى نضال عبد الرزاق وأخلاقه العالية ليتلوا شعرا في مآثر الفقيد ومنطقة سكيكدة المجاهدة«. وكانت شهادة »صالح قوجيل« وزير النقل السابق، كلها معبرة لانه صديق الفقيد منذ الثورة التحريرية بجبال مسنونة بالحدود الشرقية للجزائر، مؤكدا ان »الفقيد كانت جبهة التحرير هي داره وكل اهتماماته، وانه كان يفضل ولاية خنشلة بعد سكيكدة لما عاشه هناك اثناء الثورة«. لتختتم هده الوقفة التأبينية بتكريم عائلة فقيد الجزائر عبد الرزاق بوحارة، من قبل السلطات الولائية والعسكرية التي كانت حاضرة كل اطوار هذه الاجواء.