استيقظ صباح، أمس، سكان المدينةالجديدة علي منجلي على مؤسسات تربوية مغلقة تضامنا مع أسرتي الصغيرين المغتالين فيما كانت المحلات التجارية بقسنطينة مقفلة بدورها إلى جانب خروج مئات الأشخاص الذين تجمعوا أمام القطب الجزائي المتخصص بوسط المدينة. وبعد أن دعا المتظاهرون إلى تطبيق حكم الإعدام في المشتبه فيهما بقتل الصغيرين هارون وإبراهيم اللذين اختطفا ثم شنقا قبل العثور على جثتيهما هامدتين بعد ظهر الثلاثاء الأخير تجمع المحتجون أمام القطب الجزائي المتخصص من بينهم العديد من تلاميذ الطورين الثانوي المتوسط والثانوي ومنه نحو ساحة أول نوفمبر )لابريش سابقا(، حيث ازداد عددهم ليتجمهروا فيما بعد أمام مجلس قضاء قسنطينة الذي يقع بنفس المكان. وقد قدر عددهم بالآلاف أمام دار الثقافة »محمد العيد آل خليفة« وساحة »أول نوفمبر« حيث ظل عديد الشباب يتوافدون قادمين من مختلف أحياء المدينة كما كان بعضهم يحمل صور الصغيرين المغتالين. وجاءت هذه المظاهرات بعد نشر إعلان مجهول المصدر يومي الجمعة والسبت الأخيرين عبر عديد أحياء الولاية يدعو إلى الالتزام بوقفة حداد وتضامن مع أسرتي الصغيرين هارون وإبراهيم وكذلك من أجل تطبيق حكم الإعدام بالنسبة لقتلة الأطفال. وشهدت المسيرة السلمية مواجهات عنيفة بين متظاهرين شباب وفرقة مكافحة الشغب التي اضطرت لاستعمال القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، الذين حاولوا التجمهر أمام قصر العدالة، حيث استغل بعض المشاغبين الوضع وقاموا بكسر زجاج هذه الهيئة، أصيب على إثرها حولي 5 من الشباب بجروح. وحملت اللافتات التي رفعها المتظاهرون )الجماهير تطالب بتصريح يوضح تفاصيل الجريمة، الشعب يريد تنفيذ الإعدام( وغيرها من الشعارات المطالبة بتنفيذ القصاص ضد قاتلي البريئين إبراهيم وهارون وعبارات أخرى أطلقتها بعض الحناجر التي استنكرت العملية الإجرامية التي شهدتها مدينة الجسور المعلقة. وما لفت الانتباه أن الأطفال وتلاميذ المدارس الابتدائية عبروا عن تضامنهم مع عائلتي الطفلين إبراهيم وهارون وياسر وكل طفل وقع فريسة وحوش بشرية، وكانت لتلك الحناجر الرقيقة وهي تردد ب »الروح بالدم نفيدك يا هارون«، حيث لقيت صدى كبيرا لدى الكبار الذين وقفوا يتفرجون لمواقف »الصغار«. وقد استغلت مجموعة من الشباب فرصة مظاهرات التضامن مع أسرتي الطفلين المغتالين هارون وإبراهيم »بمدينة علي منجلي« للقيام برشق واجهة قصر العدالة بقسنطينة بالحجارة. وقد قامت هذه المجموعة بهذا الفعل متجاهلة نداءات التحلي بالتعقل لغالبية المتظاهرين الذين كانوا يرغبون في التظاهر بطريقة سلمية وفي هدوء. وقد أجبر ذلك عناصر الأمن على استخدام القنابل المسيلة للدموع لتفريق هؤلاء الشباب الذين لاذوا فيما بعد بالفرار كما قاموا بقلب إحدى مركبات الشرطة. وجراء هذه المظاهرات زادت حالة التوتر التي كانت بادية في الصبيحة بوسط مدينة قسنطينة التي ظلت محلاتها التجارية مغلقة على غرار المدينةالجديدة »علي منجلي«. إلى ذلك، قام مجموعة من الشباب كذلك برشق مقر محافظة شرطر بالحجارة، ما أجبر أعوان الأمن على توقيف خمسة شباب قبل إطلاق سراحهم في مساء نفس اليوم.