اتهم وزير الشؤون الخارجية الصحراوي محمد سالم ولد السالك، أمس، المخابرات المغربية باختطاف الدبلوماسيين الجزائريين مطلع أفريل 2012 بغاو شمال مالي، بعدما أكد أن »حركة التوحيد والجهاد« من صنع مخابرات المعرب، غير مستبعد أن تكون لها يد في اعتداء تقنتورين بإن أمناس بولاية إليزي منتصف جانفي الماضي. حمّل وزير الشؤون الخارجية الصحراوي، في ندوة صحفية نشطها بمقر السفارة الصحراوية بالجزائر، المغرب مسؤولية اختطاف القنصل الجزائري بوعلام سايس بغاو بشمال مالي، إضافة إلى ست من معاونيه يوم5 أفريل من العام الفارط، بعدما كشف أن المخابرات المغربية هي التي أنشأت حركة »التوحيد والجهاد«. واتهم ولد السالك المغرب بإغراق المنطقة بالمخدرات، وقال إن المملكة المغربية أصبحت قلعة عالمية لانتاج وتصدير المخدرات، وأضاف أنها انتهزت فرصة وجود الحركات الإرهابية في شمال مالي للتغلغل، مشيرا إلى أنها تمكنت من إنشاء حركة إرهابية منظمة ومدربة من طرف مخابراتها تحت مسمى»التوحيد والجهاد« التي تستهدف أساسا الشعب الصحراوي والجزائر،ولم يستبعد تورطها في اعتداء تقنتورين . ولم تتوقف اتهامات القيادي الصحراوي عند هذا الحد بل راح يتابع أن قادة هذه الحركة موجودون في المغرب وفي بعض دول الساحل ونتيجة لنفوذهم المالي منحت لهم صفة مستشارين دبلوماسيين وهم يتنقلون بين عواصم غرب إفريقيا بجوازات سفر دبلوماسية. وأعلن ولد السالك عن الأساليب التي ينتهجها المغرب في تهريب المخدرات عبر طائرات صغيرة، واستدل بإسقاط 12 طائرة في المدة الأخيرة من قبل الشرطة الاسبانية، وأشار إلى استغلال جميع أنواع البواخر في هذه التجارة التي تدر عليه 35 مليار أورو، نحو أوربا وإفريقيا، إلى جانب العشرات من حافلات نقل المواد الغذائية التي تعبر الأراضي الصحراوية المحتلة مرورا بموريتانيا وصولا إلى السنغال، داعيا دول العالم خاصة بلدان الاتحاد الأوربي والمرصد الأوربي الجيواستراتيجي لمراقبة المخدرات من أجل وضع المملكة المغربية عند حدها. وأوضح وزير الخارجية الصحراوي أن هناك من يحاول تبييض صورة المغرب وتسويقها على أنها دولة مستقرة وديمقراطية، إلا أنه رأى أنها دولة لا تحترم دول الجوار وتحتل أراضي ليست لها أي سيادة عليها وتعرقل الجهود الأممية، معتبرا أنها الدولة المعرقلة الوحيدة في وجه بناء اتحاد المغرب العربي. وبشأن زيارة المبعوث الشخصي الأممي كريستوفر روس هذه الأيام إلى المنطقة، جدد ولد السالك تعاون البوليساريو مع المجهودات الأممية الرامية إلى تصفية الاستعمار، وهدد قائلا»بدون احترام حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة لن يكون استقرارا ونتائج غير محسوبة«، مضيفا أن »اتحاد المغرب العربي يكون إلا باحترام سيادة الشعوب«. وبالمناسبة، كشف القيادي في جبهة البوليساريو عن القمع المغربي غداة زيارة روس إلى المدن الصحراوية المحتلة»العيون، الداخلة، بوجدور«، وطالب مجلس الأمن الدولي لتحمل مسؤولياته، مشددا على ضرورة »إنهاء الاستعمار غير الشرعي قبل فوات الأوان«. ولم يغفل ولد السالك موضوع المحاكمة العسكرية لمجوعة »أكديم إيزيك« ال24 في ندوته الصحفية، حيث اعتبرها خرقا سافرا لكل المعاهدات الدولية التي تعترف بالكائن البشري وحقه في التعبير عن الحرية والحياة، داعيا الاتحاد المغربي لكون يمد علاقات مع المغرب إلى الضغط عليه من اجل إطلاق سراحهم. ونالت فرنسا قسطا كبيرا من انتقاد وزير الخارجية الصحراوي التي تشجع المغرب على ضرب لوائح الشرعية الدولية وتنتهج سياسة الكيل بمكيالين، وأكد أن الدولة الفرنسية ستواجه امتحانا نهاية شهر افريل حين يلتئم اجتماع مجلس الأمن لمناقشة القضية الصحراوية، متسائلا هل ستبقى تؤيد المغرب في ضرب الوحدة الترابية الصحراوية وهي التي تدخلت في مالي للحفاظ على وحدته«. وفي السياق ذاته، علّق ولد السالك على زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى المغرب تزامنا مع مناقشة تقرير روس في مجلس الأمن بالقول» لسنا ضد علاقات فرنسية مع المغرب ولكن ليس على حساب الشعب الصحراوي وعلى حساب شعوب المنطقة«، ورأى أن ذلك »لا يخدم مصالح فرنسا«، مضيفا أنه » حان الوقت لسياسة فرنسية متوازنة مع مكونات المغرب العربي بما فيها الصحراء الغربية«. وأبدى ذات المسؤول الصحراوي أمله في أن يصحح مجلس الأمن وضعية بعثة »المينورسو في الصحراء الغربية لتشمل مهمتها مراقبة وحماية حقوق الإنسان نتيجة الانتهاكات المتكررة ضد الصحراويين على أيدي القوات المغربية. وعاد الوزير الصحراوي للحديث عن تملص المغرب من تطبيق مخطط التسوية وتنظيم استفتاء تقرير المصير وأكد أن المغرب »كان يعلم النتيجة سلفا، بعدما عبر الشعب الصحراوي بالسلاح فانه سيفعل كذلك بصناديق الانتخاب«.