اعتبر وزير الخارجية الصحراوي محمد سالم ولد السالك، أمس، تكليف مفوضية الإتحاد الإفريقي باتخاد كل التدابير لإجراء استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية حدثا تاريخيا هاما، مبديا استعداد جبهة البوليساريو التعاون مع منظمة الأممالمتحدة ومفوضية الاتحاد الإفريقي لتنظيم الاستفتاء. ● قال المسؤول الصحراوي في ندوة صحفية نشطها بمقر السفارة الصحراوية بالجزائر أن القرار الإفريقي القاضي بتكليف مفوضية الإتحاد الإفريقي باتخاد كل التدابير لإجراء استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية يعكس لفت انتباه المجتمع الدولي ، مبديا استعداد جبهة البوليساريو بالتعاون مع منظمة الأممالمتحدة ومفوضية الاتحاد الإفريقي لتنظيم الاستفتاء. كما رحب القيادي في البوليساريو بقرار الاتحاد الإفريقي الذي اعتبره إسهاما إفريقيا حقيقيا، و أوضح أن استفتاء حق تقرير المصير هو الحل بعد المماطلات والمحاولات الأممية وجولات التفاوض. أوضح ولد السالك أن مخطط التسوية عام 1991 جاء انطلاقا من المقترح الإفريقي المصادق عليه بالإجماع عام ,1983 وأشار إلى المجهودات الأممية خلال سنوات الثمانينات من القرن الماضي، مذكرا أنه تمت عرقلة تنظيم الاستفتاء في عهد المبعوث الأممي الأسبق جيمس بيكر. ووجه ولد السالك نداءا إلى الأممالمتحدة وإلى أعضاء مجلس الأمن الدولي خاصة الدول الدائمة العضوية لاتخاذ كل الإجراءات والضغط على المغرب للإقدام على الاستفتاء الذي اعتبره ممرا إجباريا لإيجاد حل دائم وعادل. وأدان وزير الخارجية الصحراوي بشدة المحاكمة العسكرية ل24 معتقلا سياسيا صحراويا المعروفين بمجموعة »أكديم إيزيك«، وأوضح أن هذه المحاكمة تدل على أن المغرب دولة محتلة، وأشار إلى أن القرارات التي تتخذها الدولة المغربية قرارات باطلة، مطالبا المجتمع الدولي للضغط على المملكة المغربية من أجل إطلاق سراح كل السجناء السياسيين الصحراويين. وفي السياق ذاته، قال القيادي الصحراوي إن »المجتمع الدولي مطالب بالتحرك السريع لوضع حد للانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها المملكة ضد السكان المسالمين الذين يواصلون انتفاضتهم السلمية«، منتقدا فرنسا بصفتها الدولة المعرقلة أمام توسيع مهمة المينورسو لتشمل حماية حقوق الإنسان. واتهم ولد السالك فرنسا بتبني سياسة الكيل بمكيالين، وتساءل »لماذا تتدخل في مالي للدفاع عن وحدتها الترابية وتخرق الوحدة في الصحراء الغربية«، وطالب الحكومة الفرنسية مساعدة المغرب للخروج من ما أسماها ب»الورطة«، داعيا ذات الحكومة إلى »لعب دور ايجابي لإنهاء الحرب على الشعب الصحراوي«. أما عن موقف الإدارة الأمريكية تجاه النزاع حول الصحراء الغربية، فقد علق القيادي الصحراوي أنه لم نشهد عملا ملموسا لحد الساعة، ودعا الولاياتالمتحدةالأمريكية المنشغلة بالاستقرار ومحاربة الإرهاب إلى حمل المغرب على احترام الدول المجاورة والكف عن الممارسات التي وصفها بالمشينة« ضد حقوق الإنسان في الصحراء الغربية. وحمّل ولد السالك المغرب عدم استقرار المنطقة بعد غزو الصحراء الغربية سنة ,1975 إلى جانب تورطه في إغراق المنطقة بالمخدرات، قائلا إن الأجهزة الرسمية المغربية متورطة في تهريب المخدرات لدول الجوار والدول الأوربية. ورد المسؤول الصحراوي عن سؤال يتعلق بجولة المبعوث الأممي كريستوفر روس إلى عواصم العالم هذه الأيام بالقول إن هذه الجولة تأتي في إطار مجهوداته، وأبدى عدم رضاه من نتائج المفاوضات حين أضاف أن» الحل يكمن في الذهاب مباشرة للاستفتاء«، رافضا تضييع أوقات أخرى في المفاوضات، ليوضح أن روس »ليس لديه القوة غير التي يريد مجلس الأمن أن يمنحها إياه«. وهاجم ولد السالك مجلس الأمن الدولي الذي يقرر التدخل عسكريا في عدة دول على غرار عديد الدول من اجل فرض الديمقراطية وعدم احترامها في الصحراء الغربية، مذكرا أنه لم يلزم أحد طرفي النزاع و هو المغرب بما تم الإتفاق عليه حول تنظيم استفتاء عادل و نزيه لتقرير المصير في الصحراء الغربية«. وجدد القيادي في البوليساريو دعم حكومته للحفاظ على الوحدة الترابية لمالي، وحذر أن من حدوث انزلاقات بها، وأضاف أنه ستكون لها آثارا على دول الجوار، مذكرا بالعملية الإرهابية التي استهدفت مخيمات اللاجئين منذ سنتين