تحتفل العائلات ببرج بوعريريج بتظاهرة ''شاو الربيع'' التي تعتبر من أهم المناسبات التقليدية بالتوجه إلى الحقول والغابات حاملة معها حلوى ''المبرجة'' لتوديع فصل الشتاء والترحيب بقدوم الربيع وكلها فرح وابتهاج باستقبال ما يعرف بموعد ''ثافسوث''. وفي هذا الفصل المميز بطبيعته الخضراء وأجوائه الصافية العطرة يقصد سكان المدن والقرى على حد سواء الغابات عبر أرجاء ولاية برج بوعريريج باعتبارها أفضل مكان لاحتضان هذه التظاهرة الموسمية. كما يعد إحياء عيد الربيع من التظاهرات العريقة التي دأب سكان برج بوعريريج على إحيائها كل سنة حيث يستبشرون بقدوم الربيع الذي يجلب معه خيرات كثيرة على غرار المحاصيل الزراعية الوفيرة كما قال السعيد أحد فلاحي المنطقة مشيرا إلى أن الفلاحين يعلقون آمالا كثيرة في هذا الفصل لتحقيق حصاد وفير. وتمثل ولاية برج بوعريريج إلى جانب مناطق أخرى من الهضاب العليا والقبائل الكبرى قبلة للاحتفال بعيد الربيع الذي يعد من أهم التقاليد الشعبية التي تميز هذه المناطق حيث يتميز التحضير لاستقبال عيد الربيع بعادات وتقاليد متوارثة جيلا عن جيل وتعبر عن بعد ثقافي عميق يمتد عبر هذه المناطق. وتحضر العائلات الحلوى المشهورة »لمبرجة« احتفاء بحلول الربيع حيث تستخدم النسوة أجود أنواع الغرس التمر المعجون في تحضير هذه الحلوى التي طالما ارتبط اسمها بالمنطقة على مر التاريخ. وعن سر حلاوة »المبرجة» تقول خالتي طاوس )60 سنة( »إن النساء البرايجيات لا تحضرن هذه الحلوى إلا بانتقاء أجود أنواع الدقيق والتمور والسمن.«. وأضافت خالتي الطاوس التي تحظى بشعبية كبيرة وسط سكان برج بوعريريج بفضل »براجها الذيذة« الذي يتهافت عليها الكبار والصغار »نقوم بغربلة السميد بواسطة الغربال ثم نعجنه بإضافة ماء وملح وزيت المائدة وعندما يصير عجينة متماسكة نحشوه بالتمر اللذيذ ثم يقطع إلى دوائر أو معينات متساوية الحجم«. كما تشهد أسواق المدينة بدورها حركية بحلول فصل الربيع حيث يعرض التجار مختلف أنواع التمور والسمن اللذين يستخدمان في تحضير هذه الحلويات إلى جانب الفواكه على غرار البرتقال الذي يرافقها في هذه التظاهرة الموسمية التي تدخل السرور في بيوت البرايجية. هناك من العائلات التي تحتفل ب »شاو الربيع« مع بزوغ الفجر حيث تحضر كل ما يلزمها لقضاء يوم بكامله وسط خضرة الطبيعة وعبق الزهور وهي تتناول حلوى »المبرجة« اللذيذة وسط ضحكات البراعم التي تركض في أرجاء الغابات متنفسة الصعداء من ضوضاء المدينة وخنقتها. ولا يقتصر تحضير الزاد الخاص برحب الطبيعة على هذه الحلوى وحسب فهناك من يشتهي شواء السمك واللحم الطري والبيض إلى جانب الفواكه والحلويات وذلك وسط أجواء الغابة المنعشة التي تفتح شهية المتنزهين والمستجمين تحت ظلال أشجارها.