كشفت تقارير إخبارية مغربية ضلوع مسؤولين في هرم السلطة في تهريب المخدرات بينهم نواب في البرلمان ومسؤولون في الأمن المغربي، هذا وتحدثت مصادر أخرى عن شروع وفد من المخابرات الأمريكية في زيارة إلى مناطق في جنوب الصحراء الغربيةالمحتلة وسط تساؤلات عن خلفيات هذه الزيارة وأهدافها وعلاقاتها بتهريب المخدرات أو بالإرهاب. أكدت مصادر إعلامية مغربية أن ضباطا من المفتشية العامة للقوات المسلحة المغربية زاروا مواقع مختلفة في الصحراء الغربيةالمحتلة للوقوف على ما سمي بتقصير نسب لفرق عسكرية مكلفة بالمراقبة على الحدود بين الصحراء الغربيةالمحتلة وموريتانيا،.وحسب صحيفة (الصباح) المغربية فإن فرقة التفتيش العسكرية أوفدت إلى الصحراء الغربية بناء على أمر من المفتش العام للقوات المسلحة وقائد المنطقة العسكرية الجنوبية "بعد تزايد عمليات التهريب والتسلل عبر الحدود المغربية الموريتانية"، والمقصود بطبيعة الحال هو تسلل المهاجرين غير الشرعيين وتجار المخدرات وشبكات التهريب المختلفة التي تنشط بالمنطقة حسب المغاربة طبعا. والملاحظ أن إيفاد لجنة التفتيش، والحديث عن التقصير الأمني يأتي في وقت كشفت تقارير إخبارية مغربية، ضلوع مسؤولين كبار في هرم السلطة بالمملكة في ترويج المخدرات وتهريبها بينهم محافظون ونواب في البرلمان و مسؤولون في الأمن المغرب، وقامت أجهزة الأمن المغربية بتفكيك شبكة يطلق عليها اسم " طريحة" نسبة إلى بارون المخدرات لفضل أكدي، الذي أورد بعض الأسماء في مراتب سامية بالدولة قال بأنها تعمل في هذا المجال، وقالت مصادر إعلامية مغربية أن ما كشف عنه "طريحة" سيطيح برؤوس كبيرة في الدولة بينهم عامل إحدى مدن الشمال وثلاثة رجال سلطة بالإضافة إلى إطاحته بالبرلماني السابق محمد جوهري المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار المشارك بالحكومة"، ونقلت صحيفة 'المساء' المغربية، أن إدريس الطواش أحد أباطرة المخدرات كشف من داخل سجنه في بوركايز بمدينة فاس المغربية، انه يتوفر على أدلة تدين عددا من رجال الشرطة القضائية، وتؤكد أن بعضهم متورط، في التواطؤ مع شبكات للمخدرات. للعلم تعتبر المملكة المغربية أكبر الدول المنتجة والمصدرة للحشيش في العالم، حيث هناك أكثر من 134 ألف هكتار لزراعته بمختلف أنواعه، وتتوزع هذه الهكتارات بين مختلف مدن الشمال بدءا من العرائش والحسيمة والشفشاون وكتامة والناظور،وتشير الأرقام إلى أن 27 % من الأراضي الزراعية في الريف المغربي تخصص لزراعة الحشيش أين يصل الإنتاج السنوي إلى 46,500 طن سنويا، وتؤمن 217 مليار سنتيم ل 96,000 عائلة لا مورد دخل لها إلا زراعة الحشيش والمتاجرة فيه، ويذكر أن تجارة المخدرات بالمغرب ارتبط ارتباطا وثيقا بالفساد الإداري، وقد تأكد هذا الأمر في أكثر من مناسبة، آخرها استعمال أموال المخدرات في الانتخابات الجماعية والبلدية الأخيرة التي جرت في المملكة، وفي هذا الإطار كشفت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، نهاية شهر فيفري الماضي عن فحوى تقرير بخصوص تجارة المخدارت عبر العالم، شكل فيه المغرب نقطة سوداء من حيث ارتفع حجم إنتاج القنب الهندي، و توسع نطاق تهريب الكوكايين من المغرب إلى الدول الغربية خلال ال 3 سنوات الأخيرة، وتحظى زراعة المخدرات في المملكة برعاية رسمية، وتتهم السلطات المغربية بالتساهل مع مهربي المخدرات سواء على المستوى المغاربي أو أوربا. وكشفت مصادر إعلامية مغربية من جهة أخرى أن فريق استطلاع من المخابرات العسكرية الأمريكية يشرع هذا الأسبوع في زيارة عدد من المواقع في المغرب خاصة بالأراضي الصحراوية المحتلة، ومن بين المواقع المقرر أن يزورها الفريق الاستخباراتي الأمريكي منطقة الكويرة بالصحراء الغربيةالمحتلة وبحسب المصادر المغربية فإن تقارير استخباراتية تفيد بأن هذه المناطق تحولت إلى معقل لمهربي الحشيش والكوكايين وشبكات الهجرة السرية. ويعتقد أن الزيارة الاستطلاعية لفريق الاستطلاع التابع للمخابرات الأمريكية قد تكون لها مبررات وأهداف أخرى كثيرة تتعلق خصوصا بالجانب الأمني وبالمخاوف التي تتحدث عنها الرباط حول النشاط الإرهابي بما يسميه ب "الأقاليم الجنوبية"، أي الصحراء الغربيةالمحتلة، فمنذ أيام قليلة فقط كشفت مصادر إعلامية مغربية عن حالة استنفار أمني في المغرب على خلفية "اكتشاف" خلية إرهابية في طور التشكل تسمي نفسها "إمارة الصحراء"، وتحدثت نفس المصادر عن قلل مغربي بشان غياب التنسيق بين دول المنطقة لمواجهة خطر تغلغل "القاعدة" في المنطقة المغاربية ودول الساحل الإفريقي، علما أن الرباط تسعى إلى لعب دور في عمليات مكافحة الإرهاب في الساحل الإفريقي وتريد أن تشرك في العملية رغم أن حدودها هي بعيدة عن المناطق المعنية بمكافحة الإرهاب.