كشفت حصة بثتها فضائية بي بي سي (بالعربية) سهرة أول أمس أرقاما مذهلة حول وضع المملكة المغربية كأكبر بلد منتج للحشيش في العالم ومعبر لأنواع شتى من المخدرات· وحسب الأرقام التي جاءت في حصة "لجنة تقصي الحقائق" التي تبثها فضائية بي بي سي وبالاستناد إلى تقارير دولية، فإن المغرب ينتج 40 بالمائة من كمية الحشيش المنتجة في العالم وهو ما يجعل المغرب المورد الأساسي لأوروبا من الحشيش بنسبة 80 بالمائة· وحسب النائبة المغربية بسيمة الحقاوي التي لها كتابات في موضوع المخدرات، فإن 66 بالمائة من المزارعين في المناطق الشمالية للمغرب ينشطون في إنتاج الحشيش وأن27 بالمائة من الأراضي الزراعية النافعة في المناطق الشمالية مخصصة لإنتاج الحشيش· وحسب هذه النائبة فإن الأجهزة الأمنية تجد نفسها في وضع لا يمكنها حصر شبكات الإنتاج والاتجار بالمخدرات، لأن هناك الكثير من المسؤولين حتى في البرلمان ضالعون في شبكات الاتجار بالمخدرات، ناهيك عن أن شبكات التهريب يديرها أناس على صلة بمسؤولين سامين في الدولة يصعب على أجهزة الأمن في كثير من الأحيان إيقافهم أوالبرهنة على تورطهم· وكشفت الحصة أن البرلمان المغربي لم يسن أي تشريع تضع به المملكة المغربية حدا للاتجار في المخدرات لا سيما لجهة وضع حد للإنتاج· وذهب أحد المشاركين وهو رئيس لجنة الريف لحقوق الإنسان السيد الخياري إلى أن المرة الوحيدة التي أصدر فيها البرلمان المغربي تقريرا حول الموضوع كان سنة 1996 ردا على تقرير كان صدر سنة 1994 في باريس عن أحد المراكز الإستراتيجية واتهم فيه مسؤولين كبارا في دواليب الدولة بالضلوع في تجارة المخدرات· وجاء تقرير البرلمان كرد فعل على هذا التقرير ولتلميع صورة المملكة التي اهتزت على إثر نشر أسماء المتورطين· وفي تلميح واضح إلى أن المغرب أصبح معبر الشبكات الأمريكية الجنوبية لتهريب الكوكايين إلى أوروبا، أوردت مقدمة الحصة رقما مرعبا إذ أن الكمية التي تهرب عبر سواحل إفريقيا الغربية نحو أوروبا من الكوكايين تقدر بين 200 و 300 طن·