بلغت حدّة التوتر ذروتها في الشارع المصري أمس بعد سقوط العشرات من القتلى ومئات الجرحى وسط اتهامات واتهامات مضادة بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي وأنصار الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة حول من يقف وراء أحداث العنف. فبينما يدافع الإخوان عن الشرعية ويؤكّد الجيش أنّه سيضع حدّا للإرهاب المحتمل لحماية أمن الدولة، تنزلق مصر أكثر فأكثر نحو مخاطر الحرب الأهلية. تعهّدت بفض اعتصاماتهم من الشوارع قريبا الداخلية المصرية تحمّل »الإخوان« مسؤولية الأحداث الدموية مرسي قد يلتحق بمبارك في سجن طرّة حمّل وزير الداخلية المصري، محمد إبراهيم، جماعة الإخوان المسلمين مسؤولية الأحداث الدامية التي وقعت في ميدان رابعة العدوية فجر أمس، وتعهّد بفض اعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة الذي يحتشد فيه مؤيدو الرئيس المعزول محمد مرسي قريبا. وقال إبراهيم إن قوات الشرطة المصرية لم تطلق أية رصاصة باتجاه المعتصمين برابعة العدوية، مؤكدا أن عناصر الشرطة اعتقلت 73 قرب ميدان رابعة و14 آخرين في الإسكندرية وهم يحملون أسلحة، وأن التحقيق جار معهم لمعرفة دورهم بالأحداث الدامية التي وقعت في البلاد. واتهم الوزير الإخوان بالمتاجرة بدماء المصريين، مؤكّدا أن عدد قتلى أحداث رابعة لم يتجاوز 38بحسب وزارة الصحة، فيما تؤكد مصادر الإخوان أن عدد القتلى بلغ 150 وأكثر من 4500 جريح، وأضاف إبراهيم أنّ منظمي الاعتصام برابعة العدوية، وبعد أن انتهت المسيرات المليونية أمس الأول بطريقة سلمية، أرادوا أن يفسدوا فرحة عشرات ملايين المصريين الذين خرجوا لتفويض الجيش لمحاربة ما أسماه العنف والإرهاب، من خلال لجوئهم لافتعال المصادمات مع قوات الأمن. وقال الوزير، إنّ العديد من ضباط وجنود الشرطة أصيبوا بمصادمات الأمس، ووصف إصابة اثنين من الضباط بالحرجة بعد إصابتهم برصاصات خرطوش بمنطقة الرأس، مؤكدا أن الكثير من المعتصمين برابعة العدوية يحملون أسلحة. إلى ذلك، تعهّد إبراهيم، بإنهاء اعتصامي رابعة والنهضة قريبا، مؤكّدا أن وزارة الداخلية تنسق مع القوات المسلحة في هذا الأمر، وأشار إلى أن النيابة تنظر الآن في الكثير من المحاضر التي قدمها سكان منطقتي رابعة والنهضة الذين تضررت حياتهم اليومية ومصالحهم جراء الاعتصامين. وقال الوزير إنه بمجرد أن تقرر النيابة العامة في أمر هذه المحاضر، فإن وزارة الداخلية ستتحرك لفك الاعتصامين، خدمة لسكان المنطقتين، مؤكدا أن الاعتصامين تسببا ومنذ قيامهما قبل شهر بأزمة مرورية خانقة في القاهرة. كما اتهم الوزير جماعة الإخوان المسلمين بممارسة التعذيب حتى الموت بحق مصريين بتهمة الانتماء لأحزاب وقوى سياسية أخرى، وقال إن الإخوان ألقوا بست جثث بعد أن عذبوا أصحابها خارج ميدان رابعة فيما لا زال آخرون يخضعون للعلاج في المستشفيات الحكومية جراء التعذيب، كما ألقوا ثلاث جثث بعد أن عذبوهم بميدان النهضة، فيما يخضع آخرون للعلاج. وفيما يتعلق بالوضع الأمني في سيناء، شدّد إبراهيم على إصرار السلطات المصرية على وضع حد نهائي للعنف في سيناء، مؤكدا أن الاستعدادات تتخذ لشن عملية عسكرية لاستئصال العنف في سيناء، الذي قال إنّ وتيرته زادت بعد عزل مرسي. وفي معرض ردّه حول سؤال عن مكان احتجاز الرئيس المعزول، قال إبراهيم إن مرسي موقوف لمدة 15 يوما بأمر من النائب العام، وإن قاضي التحقيق هو الذي يحدد مكان توقيفه خلال هذه الفترة، وأشار إلى أنه في حالة تقرر وضع مرسي بأحد السجون التابعة لوزارة الداخلية، فإنه سيتم وضعه بسجن آمن تجنبا لأي محاولات اختراق. ولم يستبعد أن يتم نقله لسجن طرة، حيث يوجد الرئيس المخلوع حسني مبارك. مقتل 120 في رابعة والصحة تؤكّد مصرع 38 آخرين في مواجهات طريق النصر أنباء متضاربة حول أعداد القتلى والمصابين في أحداث مصر أعلن المستشفى الميداني في ميدان رابعة العدوية أن الاشتباكات مع الشرطة على طريق النصر في القاهرة أسفرت عن سقوط 120 قتيلا ونحو 4500 مصاب من مؤيدي الرئيس المصري المعزول محمد مرسي ليلة الجمعة إلى السبت. وقال مدير المستشفى الميداني هشام إبراهيم أمس، إن المستشفى يعاني نقصا في الإمكانيات الطبية بسبب كثرة عدد المصابين، ودعا إلى إرسال سيارات إسعاف لنقل المصابين إلى المستشفيات القريبة، وأوضح أن أغلب حالات الوفاة والإصابات نجمت عن طلقات نارية بعضها أطلق من أماكن مرتفعة، كما أن كل القتلى كانت إصاباتهم في مناطق خطرة مثل الرأس والصدر. كما أكّد المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين جهاد الحداد أنّ عدد القتلى ارتفع إلى أكثر من 70 قتيلا على الأقل بعد أن فتحت قوات الأمن النار على أنصار للرئيس المصري المعزول محمد مرسي في هجوم بالقاهرة. وذكرت تقارير إعلامية أن 120 على الأقل قتلوا وأصيب نحو 4500 في أعمال العنف التي وقعت في وقت مبكر صباح أمس على أطراف ميدان رابعة العدوية الذي يعتصم فيه أنصار لمرسي. ووقع الهجوم على الميدان الذي يعتصم به أنصار مرسي منذ أن عزله الجيش في وقت سابق الشهر الحالي بعد احتجاجات ضد حكمه في أعقاب عام من توليه الرئاسة، وأوضحت لقطات لقناة »الجزيرة مباشر مصر« القطرية الأطباء والمسعفين وهم يحاولون جاهدين إنقاذ الجرحى الذين يصلون إلى المستشفى الميداني في رابعة العدوية. إلا أنّ مصدرا أمنيا رفيعا بوزارة الداخلية، قال إن قوات الأمن حاولت وقف الاشتباكات التي شهدها طريق النصر بين أنصار مرسي والأهالي في منطقة امتداد رمسيس، وأكّد المصدر أن وزارة الداخلية لم تستخدم سوى قنابل الغاز المسيل للدموع لمحاولة تفريق المتظاهرين الذين تجمعوا بالقرب من قاعة المؤتمرات بعد تعديهم على قوات الأمن بالحجارة والخرطوش، على حد قوله. من جهتها، أعلنت وزارة الصحة المصرية عن وفاة 29 شخصا، وصلوا بالفعل إلى المستشفيات وإصابة 649 في اشتباكا، يأتي ذلك بعد الاشتباكات التي شهدتها محافظات مصر الجمعة بين المتظاهرين من مؤيدي مرسي ومعارضيه والتي أسفرت عن سقوط 9 قتلى و180 مصابا. من جانبه قال رئيس تحرير جريدة »السياسة المصرية« أيمن سمير في تصريح لوسائل إعلام روسية، إن الحصيلة التي تتحدث عن سقوط أكثر من 100 قتيل وآلاف الجرحى وتشير إليها وسائل الإعلام، ليست صحيحة لأنها صادرة عما يسمى بالمستشفى الميداني في رابعة العدوية التابع لجماعة الإخوان المسلمين، وشدّد على ضرورة اللجوء إلى مصدر مستقل كوزارتي الداخلية والصحة للتأكد من حصيلة القتلى والجرحى، مشيرا إلى أنّ جماعة الإخوان هي التي بدأت بمهاجمة الشرطة صباح السبت خارج الاعتصام وحاولت الاستيلاء على جسر 6 أكتوبر الحيوي ما أدى إلى اشتباكات بينهم وبين الأهالي الذي قاموا بتشكيل لجان شعبية لحماية مناطقهم من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي.