انطلقت مسيرات للالاف من أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي اليوم الجمعة بالقاهرة وعدد من المحافظات المصرية في اطار التظاهرات التي دعا اليها " التحالف الوطني لدعم الشرعية" الذي تتزعمه جماعة الاخوان المسلمين للمطالبة بعودة الشرعية. وقد دعا التحالف في بيان نشر الليلة الماضية جموع المصريين ،وكل مؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى الى الاحتشاد اليوم بعد صلاة الجمعة فى جميع ميادين مصر للمطالبة بعودة الشرعية تحت شعار "الشعب يريد عودة الشرعية" فيما تقرر تنظيم 28 مسيرة بالقاهرة نحو ميداني "رابعة العدوية" و"النهضة" لمساندة المعتصمين ومنع أي هجوم محتمل الليلة من قوات الامن لاخلاء الميدانين. وقد حذر رئيس مجلس الوزراء المصري حازم الببلاوي في تصريح صحفي الليلة الماضية المعتصمين من أن الأمور "تكاد تقترب من اللحظات التى لا أرجو أن نصل إليها". وأنه" لا تصالح مع العنف ولا تفاوض مع السلاح". ووصفت الحكومة المصرية اعتصام أنصار الرئيس السابق بميداني "رابعة العدوية" و"النهضة" بأنهما "اعتصامين غير سلميين" وأكدت أنه " لا رجعة على الاطلاق في فضهما" وذلك اثر إعلان الرئاسة المصرية عن فشل الوساطة الدولية التي أجريت خلال العشر الاواخر من رمضان محملة الإخوان المسلمين مسؤولية ما وصفته ب "تعنت". ومن جهته أكد المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة أحمد علي في تصريح أمس أن لدى القوات المسلحة "معلومات عن وجود أسلحة في مناطق اعتصام الإخوان المسلمين" مضيفا "أنه دائما يتم رصد أسلحة عند المتظاهرين عند خروجهم من الاعتصامات". وقال إنه "على المعتصمين بميداني رابعة العدوية والنهضة أن يدركوا أن العمل السياسي لا يجب خلطه بالدين وأن هناك واقع ومستقبل جديد لهم فيه مشاركة مع باقي أبناء الشعب المصري". وأشار من جهة أخرى الى أن قوات الجيش والامن قضت خلال الفترة الاخيرة على 60 عنصرا مسلحا وألقت القبض على 64 آخرين بسيناء. كما هدمت من 70 الى 80 بالمائة من الانفاق على الحدود مع غزة. وتتزامن هذه التصريحات مع كشف مصادر أمنية معلومات للصحافة المحلية عن وجود ما وصفته ب "مخططات " للجماعات المتشددة التي كثفت عملياتها المسلحة في شمال سيناء في أعقاب عزل الرئيس مرسى المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين- تستهدف تفجير منشآت وسفارات مهمة بالإضافة إلى اغتيال شخصيات سياسية ودبلوماسيين فى مصر ورجال أعمال وعلماء دين واشعال فتنة طائفية في البلاد". وقد حذرت عدة اطراف دولية من ان استمرار التوتر الذي تشهده مصر حاليا عقب عزل مرسي في 3 جويلية الماضي قد يؤدي الى "اندلاع نزاع عنيف" في البلاد في ظل عدم وجود إشارة للتقارب والحوار بين قادة السلطة الانتقالية المدعومة من الجيش وجماعة الاخوان المسلمين ما ادى الى زيادة حدة الاستقطاب والانقسام في الشارع بعد قرار توقيف الوساطة الدولية الاربعاء الماضي. وقد اعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والامين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقهما ازاء الوضع في مصر وتأثيره المحتمل على المنطقة بأكملها. وقال لافروف في تصريح اليوم الجمعة بنيويورك أن مبعوثي الأمين العام للأمم المتحدة سيعملون "بشكل نشط على حل الوضع في مصر". وكانت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد أكدا في بيان مشترك الاربعاء استعدادهما لمواصلة المساعدة في عودة الحوار بين الحكومة والاخوان وحذرا من أن الوضع في مصر "لا يزال هشا للغاية ويحمل خطر المزيد من إراقة الدماء والاستقطاب". وجددت الولاياتالمتحدة نداءات إلى المصريين من أجل القيام بتسويات للخروج من الأزمة واعتبرت "ان الحوار مازال ممكنا " فيما حثت الخارجية الفرنسية في بيان لها أمس الاطراف المصرية على "تفضيل الحوار والسعي إلى التسوية ..عوضا عن تأجيج التوتر أو إثارة العنف". وعبر الوزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لنظيره المصري نبيل فهمى عن "استعداد فرنسا للمساعدة فى أي عملية سياسية تؤدى إلى الحد من المواجهات وإنشاء مؤسسات مدنية تعددية". كما حذر المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية في إيران آية الله علي خامنئي من ان "احتمال اندلاع حرب أهلية في مصر يزداد كل يوم .. ما يشكل كارثة" ودعا " المسئولين السياسيين والدينيين والمفكرين في مصر " أن يدركوا .. مخاطر استمرار هذا الوضع". فيما اعتبر الرئيس التركي عبد الله غل أن مصر "تمر بفترة حساسة لن تحدد مستقبلها فحسب وإنما كذلك مستقبل الديمقراطيات الشابة التي ظهرت بعد الربيع العربي". واعتبر أن حل الازمة في مصر تمر عبر التفاهم على أربع نقاط منها الشروع سريعا في عملية انتقالية والسماح لجميع التيارات السياسية بالمشاركة في الاستحقاقات المقبلة وإطلاق سراح محمد مرسي وقيادة الاخوان الاخرين ووقف العنف. ومن جهتها دعت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" بمناسبة عيد الفطر الأطراف المتنازعة في مصر إلى الحوار والتوافق على حل سلمي ينهي الأزمة في البلاد. وحذرت المنظمة في بيان لها الخميس من ان "اللجوء إلى العنف وإراقة الدماء" من شأنه " إطالة أمد الأزمة وتعقيدها" ودعت الدول الاسلامية إلى الإسهام في "تحقيق التفاهم والتوافق بين القوى الوطنية المصرية وحماية استقلال مصر ووحدتها وأمنها واستقرارها".