تتواصل أشغال الجامعة الصيفية الخاصة بنقابة المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع بثانوية محمد العيد آل خليفة في بومرداس، وكانت انطلقت أشغالها يوم السبت الماضي بثانوية قوراية القديمة في تيبازة، بمشاركة حوالي 350 أستاذا من 46 ولاية، ونظرا ل »كارثية« هذه الأخيرة وفق ما قال نوار العربي رئيس النقابة، كانت الجامعة الصيفية مُجبرة على تبليغ وزارة التربية بذلك، وهي التي ساعدتها في نقل أشغالها إلى بومرداس. أوضح أمس ل »صوت الأحرار« نوار العربي المنسق الوطني لنقابة المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني )كناباست( أن نقابته لم تتمكن من تنظيم جامعتها الصيفية بالثانوية التي حُددت لها من قبلُ، وهي ثانوية قوراية القديمة في ولاية تيبازة، وكانت انطلقت أشغالها صباح يوم السبت المنصرم بهذه الأخيرة بمشاركة حوالي 350 أستاذا من 46 ولاية، ونظرا لعدم صلاحيتها، وأوضاعها الهيكلية «الكارثية» وفق توصيف الأستاذ نوار العربي، اضطرت الجامعة الصيفية إلى نقل أشغالها من ثانوية قوراية إلى ثانوية محمد العيد آل خليفة في مدينة بومرداس، وساعدتها في ذلك الوزارة الوصية ومديرية التربية بالولاية. وحسب الأستاذ نوار العربي، فإن ثانوية محمد العيد آل خليفة هي الأخرى لم تتسع لتقديم المحاضرات والعروض، وقد تحتّم على منظمي الجامعة الصيفية نقل هذه المحاضرات إلى خارج الثانوية، وتمّ تقديمها في قاعة بمقر الخدمات الاجتماعية في بومرداس. وفيما يخص أشغال الجامعة، أوضح نوار العربي أن الجامعة الصيفية شكلت ثماني ورشات عمل، تمحورت أساسا حول مواضيع تراها النقابة هامة، وهي: مراجعة النظام الداخلي للنقابة على ضوء التوسّع الجديد المقرر صوب طوري أساتذة التعليم المتوسط والابتدائي، تطبيقات القانون الخاص، الضمان الاجتماعي والتقاعد، طب العمل، آليات توسيع النقابة، الخدمات الاجتماعية واقع وآفاق، المنظومة التربوية، وأخيرا موضوع الثلاثية الموسعة. وأكد المنسق الوطني للنقابة أن أشغال هذه الورشات منعقدة، والنقاشات الواسعة بها جارية، ويُنتظر أن تخلُص كل ورشة إلى تقرير نهائي، وستُحالُ جميعها على المجلس الوطني، ليأخذ منها ما يراه مناسبا وصالحا، وما يتبنّاهُ المجلس الوطني، سيُعاد تشكيله في صورة مطالب، وستُرفع إلى الوصاية والجهات المعنية الأخرى، وتكون محل تفاوض معها. ومن كل ما سبق، نلاحظ أن كل المواضيع والمحاور الكبرى المذكورة هي في حد ذاتها مطالب أساسية للنقابة وسائر الأساتذة في أطوار التعليم الثلاثة، وقد حازت على نقاشات واسعة داخل الورشات، ولعل رهان النقابة والأساتذة قائم أساسا على وجه التحديد وبدرجة أكبر حول تطبيقات القانون الخاص، التي لم تجد طريقها إلى التجسيد حتى الآن، وهي تهم شرائح واسعة، وربّما تم التعبير عنها بوضوح تام داخل نقابات أخرى، ومن هذه الشرائح التي تشعر بالإجحاف في حقها أصحاب المناصب الآيلة للزوال، وعلى الحقوق الخاصة بالضمان الاجتماعي، والمتعلقة بطب العمل، ومجمل الأمراض والأخطار المهنية التي يتعرض لها الأستاذ المربي مع مرّ سنوات العمل، إلى جانب مسألة التمثيل النقابي العمالي في ثلاثية الحكومة الباثرونة والنقابات، التي هي حتى يومنا هذا حكرا على نقابة واحدة، هي نقابة الاتحاد العام للعمال الجزائريين، التي ترى نقابة »كناباست« وغيرها من النقابات المستقلة أنها لا تمثل عمال وموظفي الوظيفة العمومية، وغير مطلعة بالقدر الكافي على أوضاعهم المهنية ومطالبهم المرفوعة، زيادة عن اهتمامهم البالغ بمسألة الخدمات الاجتماعية، التي يبدو أنها مازالت حتى الآن تعترض سبيلها جملة من المشاكل والتعقيدات، ولجانها الجديدة المنتخبة بحاجة إلى سند ودعم رسميين من الحكومة.