تشهد مختلف طرقات وهران، هذه الأيام اختناقا حادا في حركة المرور بسبب إنزال هائل للسياح من مختلف ولايات الوطن، مع تسجيل تدفق كبير على منطقة الكورنيش، إذ يستغرق الوصول إليها نحو 3 ساعات بعدما كان في الحالات العادي 20 دقيقة فقط. أزيد من 120 ألف مركبة تجول في شوارع وهران وأزقتها يوميا خلال الصائفة الجارية، الأمر الذي أخلط الأمور، وظهر إنفلات في التحكّم في الأمور رغم المخطّطات التي وضعتها مصالح الأمن داخل النسيج الحضري ومصالح الدرك الوطني خارجه. وأرجع سبب هذا الانفلات إلى ضعف البنية التحتية وهياكل شبكة الطرقات رغم تسليم عدّة مشاريع محوّلات والانحرافات السنة الجارية واتخاذ قرار بتحديد أوقات مرور الشاحنات، والتي خفّفت إلى حدّ ما من الاحتباس المروري، لكن العدد الكبير من المركبات قفز فوق كل التوقعات، وأصبحت مختلف الطرقات تعاني زحمة غير مسبوقة خصوصا على مستوى النقاط السوداء بوسط المدينة بشارع العربي بن مهيدي والمدينة الجديدة وشوبو ومحاور الدوران بحي جمال الدين والباهية. وتزداد الأمور سوءا على مستوى طريق الكورنيش بداية من الميناء والمسمكة إلى غاية بوسفر والعنصر ورأس فلكون، حيث بعدما كان مستخدمو هذه الطريق يستغرقون حوالي 20 دقيقة فقط أصبحوا يصلون من وهران إلى عين الترك في حدود 3 ساعات، بسبب الازدحام الهائل الذي لم ينفع معه غلق بعض الطرقات وجعلها ذات اتجاه واحد، والترسانة الكبيرة من رجال الشرطة والدرك بالدراجات النارية من أجل السهر على تنظيم حركة السير وردع التجاوزات، إلا أنّ العدد الكبير من السيّاح القاصدين لعين الترك وما جاورها حتى في أيام الأسبوع خلق هذه الأزمة، حتى أن بعض المركبات تعطّلت بسبب ارتفاع حرارة المحرّك جرّاء السير بسرعة جدّ بطيئة والتوقّف المتكرّر.وأمام هذا الوضع فضّل أصحاب سيّارات الأجرة اعتزال النشاط في هذه الفترة ليخلو الجوّ لأصحاب سيّارات »الكلوندستان« الذين رفعوا التسعيرة إلى 200 دج للشخص الواحد خلافا للتسعيرة القانونية وهي 50 دج، وحتى طريق الطنف العلوي ورغم خطورته فيشهد نفس الاختناق، ممّا يستوجب التفكير في وضع مخرج بإنجاز طريق جديد نحو المدينة السياحية عين الترك أو توسيع الطريق الحالي وتحويله إلى طريق مزدوج، وهو الانشغال الذي يطمح له سكان الكورنيش الذين تتعطّل مصالحهم في فصل الصيف وفي عدّة مناسبات بشكل كبير.