أعلن الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة سقوط 29 قتيلا على الأقل وأكثر من 500 جريح في انفجارين استهدفا أمس مسجدين في طرابلس شمال لبنان بالتزامن مع خروج المصلين منهما. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن الانفجار الأول وقع أمام مسجد التقوى في منطقة الزاهرية وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى، أما الانفجار الثاني فوقع على مدخل جامع السلام عند معرض رشيد كرامي بالقرب من منزل رئيس الوزراء المستقيل نجيب ميقاتي والنائب سمير الجسر واللواء أشرف ريفي. وأوضح مسؤول أمني في تصريحات صحفية له، أن الانفجارين ناتجان عن سيارتين مفخختين، وبثت المحطات التلفزيونية مشاهد مروعة لمكاني الانفجارين أظهرت دمارا كبيرا في الأبنية وسيارات محترقة وحرائق تتصاعد من سيارات أخرى. وجاءت الانفجارات بعد التفجير الانتحاري في الضاحية الجنوبيةلبيروت الذي أسفر عن مقتل 27 شخصا على الأقل. وكان قائد الجيش العماد جان قهوجي قد أعلن في وقت سابق أن الجيش يلاحق خلية إرهابية تعمل على تفخيخ سيارات وإرسالها إلى مناطق سكنية. من جهته، أدان الرئيس اللبناني ميشال سليمان بشدة التفجيرين في طرابلس، ووصف العملية الإرهابية بالمجزرة التي تندرج في إطار مسلسل تفجيري فتنوي يستهدف الوطن ككل، وهو استهدف اليوم المواطنين العزل والأبرياء لدى خروجهم من دور العبادة في طرابلس على حد تعبيره. وقال سليمان إن هذا الهجوم له أهداف وغايات إجرامية لا تمت الى القيم والأهداف الإنسانية بصلة، كما انها لا تصب إلا في خانة إحداث الفتن والاضطرابات، وطلب رئيس الجمهورية من الأجهزة العسكرية والأمنية والقضائية بذل أقصى الجهود لكشف المجرمين والمحرضين، ودعا المواطنين إلى التنبه واليقظة والتكاتف الوطني لتفويت الفرصة على أعداء الداخل وأعداء السلام والاستقرار في لبنان.من جانبه قال تمام سلام رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة، الذي اضطر لقطع زيارته لليونان، أن هذا العمل الإرهابي يأتي استكمالا للمخطط الجهنمي الرامي إلى زرع بذور الفتنة والاقتتال بين اللبنانيين، وأكد ميقاتي أن طرابلس وأبناءها سيثبتون أنهم أقوى من المؤامرة ولن يسمحوا للفتنة أن تنال من عزيمتهم وإيمانهم بالله وبالوطن. أما حركة »حزب الله« فقد أدانت التفجيرين قائلة في بيان لها إنهما يأتيان استكمالا لمشروع إدخال لبنان في الفوضى والدمار، ووصفت هذا العمل الإرهابي بأنه ترجمة للمخطط الإجرامي الهادف لزرع بذور الفتنة بين اللبنانيين، وأعرب حزب الله عن التضامن مع أهل طرابلس في هذه اللحظات المأساوية، وناشد العقلاء أن يغلبوا لغة العقل والوعي وألا ينساقوا وراء الإشاعات التي تريد خراب البلد. كما أعلنت وزارة الإعلام السورية في بيان، أن دمشق تدين بشدة التفجيرين اللذين استهدفا مسجدين في طرابلس، ودعت إلى إجراء التحقيقات الضرورية لمعرفة الجهات التي خططت ونفذت الهجومين. وجاء في بيان الوزارة أن الأيدي الآثمة التي ارتكبت الجريمة المروعة اليوم في طرابلس هي ذاتها التي ارتكبت جريمة التفجير في الضاحية الجنوبيةلبيروت، لافتة إلى أن هذه الجرائم المدانة تستهدف زرع الفتنة وضرب السلم الأهلي في لبنان وجره إلى الفوضى والخراب. في سياق آخر، قال متحدث عسكري إسرائيلي صباح أمس، إنّ إسرائيل قصفت هدفا في لبنان ردا على إطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية تجاه شمال إسرائيل عصر الخميس، وأضاف المصدر أن الموقع الذي قصف قريب من الناعمة بين بيروت وصيدا، منوها بأنه تم رصد إصابة الموقع المستهدف بدقة، دون أن يذكر تفاصيل أخرى. من جهة أخرى أعلنت الجبهة الشعبية القيادة العامة في لبنان أن الغارة الإسرائيلية استهدفت مواقعها في الناعمة جنوببيروت، وأنها لم تسفر عن أية إصابات أو أضرار، وكانت أربعة صواريخ قد أطلقت من المنطقة الواقعة بين الحوش في صور ومخيم الراشدية باتجاه الأراضي الإسرائيلية عصر أول أمس. وقد عقد رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال بني غانتس ليلة الخميس إلى الجمعة جلسة مشاورات أمنية لتقييم الوضع عقب إطلاق صواريخ الكاتيوشا، وحمّل الناطق بلسان جيش الإسرائيلي يواف مردخاي حكومة وجيش لبنان مسؤولية وقوع الاعتداء على إسرائيل، مرجحا وقوف عناصر منظمة جهادية وراءه.