أثار الانفجاران اللذان وقعا في مدينة طرابلس، شمال لبنان، موجة استنكارات بين مختلف الأطراف السياسيين اللبنانيين الذين أجمعوا على أن هدفهما زرع الفتنة بين اللبنانيين بعد أسبوع من تفجير الرويس في الضاحية الجنوبية لبيروت. وقطع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام زيارته إلى اليونان عائداً الى بيروت، بعد تلقيه نبأ التفجيرين اللذين أوقعا 27 قتيلاً على الأقل و352 جريح، معتبراً أنهما "استكمال لمخطط "زرع بذور الفتنة والاقتتال بين اللبنانيين"، محذراً من أن التفجيرين "دليل إضافي على ان الاوضاع في لبنان بلغت مرحلة شديدة الخطورة تتطلب استنفاراً وطنيا سياسيا وأمنيا لقطع دابر الفتنة".ودان رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي أيضاً الانفجيرين واعتبرها "رسالة واضحة هدفها زرع الفتنة، وجر طرابلس وأبناءها الى ردات الفعل".ودان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، تفجيري طرابلس وقال إن "أهل الفتنة قصدوا طرابلس مجددا ليزرعوا الموت على ابواب المساجد ولينالوا من جموع المؤمنين والمصلين، ولغاية واحدة لا ثاني لها، هي غاية اعداء لبنان بجعل الفتنة والخراب مادة لا تغيب عن يوميات اللبنانيين".واعتبر الحريري أن "الذين يتربصون بطرابلس كثيرون في الداخل والخارج، لكن صوت الله اكبر سيرتفع في كل يوم من مساجد طرابلس".وناشد كل القيادات والهيئات والفعاليات التعامل مع التفجيرين "بما تقتضيه من تضامن وتعاون".بدوره اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري أن هدف التفجيرين زرع الفتنة، وهما "من فعل نفس اليد القاتلة التي تركت بصماتها السوداء على اجساد الضحايا في الضاحية" الجنوبية.ودعا "لرفع منسوب الحذر لتفويت الفرصة على عدو لبنان".من جانبه دان حزب الله التفجيرين اللذين وصفهما ب"الإرهابيين" وقال إنهما "يأتيان كترجمة للمخطط الإجرامي الهادف إلى زرع بذور الفتنة بين اللبنانيين"، و"استكمالاً لمشروع إدخال لبنان في الفوضى والدمار وتنفيذ الأهداف الحاقدة للعدو الصهيوني".وقال الحزب إن التفجيرين يخدمان "المشروع الإقليمي الدولي الخبيث الذي يريد تفتيت منطقتنا وإغراقها في بحور الدم والنار"، معرباً عن "أقصى درجات التضامن والوحدة مع إخواننا وأهلنا في مدينة طرابلس الحبيبة في هذه اللحظات المأساوية".بدوره رأى رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، ان المستفيد الاول من تفجيرات الرويس وطرابلس "هو إسرائيل"، رافضاً "الخروج الى تحليلات وتنظيرات".ودعا الى "تشكيل حكومة تحضن وتحمي الأجهزة الأمنية وتقوي تلك الاجهزة وتحصن الجيش، فهذا افضل جواب على تفجير طرابلس".ودانت السفارة الأميركية في لبنان أيضاً تفجيرات اليوم في طرابلس، مجددة "إدانة الولاياتالمتحدة بأشد العبارات أي عنف في لبنان"، داعية "جميع الأطراف إلى الهدوء وضبط النفس".