أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي جون كيري أن احتمال حدوث تدخل عسكري في سوريا سيكون له عواقب وخيمة بالنسبة للشرق الأوسط. وقال بيان نشر على موقع الخارجية الروسية أمس، إن ادعاءات البعض حول تأكيدات على صلة الحكومة السورية بحادثة الغوطة الشرقية ومزاعم استخدام السلاح الكيميائي تبعث على الدهشة، ودعا الجانب الروسي الولاياتالمتحدة إلى الامتناع عن استعمال القوة ضد دمشق وعدم الانجرار إلى الاستفزازات والسعي لخلق ظروف طبيعية لبعثة الأممالمتحدة المتواجدة في سوريا لتتمكن من القيام بتحقيقات موضوعية وغير منحازة. وأوضح لافروف، أن هذا الشأن يحظى بإلحاح خاص على خلفية كثرة الأدلة بأن حادثة الغوطة الشرقية جاءت نتيجة تمثيلية للمعارضة المتزمتة بهدف اتهام الجهات الرسمية بكل شيء. وأوضح البيان أن كيري وعد بدراسة حجج الجانب الروسي، وقال لافروف إن التصريحات الرسمية الأخيرة من قبل واشنطن عن استعداد القوات المسلحة الأمريكية للتدخل في الأزمة السورية استقبلت في موسكو بقلق عميق، وتابع القول إن هناك شعورا بأن بعض الجهات، من بينها تلك التي تدعو بشكل نشط للتدخل العسكري عبر الالتفاف على الأممالمتحدة تحاول بشكل صريح شطب الجهود الروسية الأمريكية لعقد مؤتمر دولي للتسوية السياسية للأزمة. كما أعلن وزير الخارجية الروسي أن الدول الغربية لم تقدم أي أدلة بشأن استخدام السلاح الكيميائي في سوريا، لكنها تواصل إطلاق التصريحات حول تخطي كافة الخطوط الحمراء وأضاف لافروف أن الدول الغربية تأخذ لنفسها دور مجلس الأمن الدولي دون أن تنتظر نتائج التحقيق الأممي بشأن المعلومات عن استخدام السلاح الكيميائي، مشيرا إلى أن المعارضة السورية لا تريد المفاوضات، ولا توافق إلا على استسلام النظام. من جهته، أكد رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما الروسي آليكسي بوشكوف أن الولاياتالمتحدة وبريطانيا لن تقبلا أي تقرير لبعثة التحقيق الأممية في سوريا حول استخدام السلاح الكيميائي لا يحمل الرئيس السوري بشار الأسد المسؤولية عن ذلك. وكتب بوشكوف في حسابه على موقع »تويتر« للتواصل الاجتماعي أمس، أن واشنطن ولندن قد أعلنتا أن الأسد هو المذنب حتى قبل صدور استنتاجات مفتشي الأممالمتحدة، مشيرا إلى أنهم لا يحتاجون إلا لتقرير يتهمه، وسيرفضون أيّ تقرير آخر.