جدل بشأن التحقيقات في استخدام السلاح الكيماوي قال ناشطون سوريون أمس الجمعة إنهم يسعون لإيصال عينات من أنسجة بشرية أخذوها من مكان وقوع الهجوم على الغوطة قرب دمشق إلى فريق التفتيش الموجود على بعد كيلو مترات في أحد فنادق دمشق. في وقت تصاعدت حدة الجدل الدولي حيال الهجوم المفترض بالأسلحة الكيمياوية الذي أودى بحياة أكثر من 600 سوري في غوطة دمشق الأربعاء الماضي،و اتهمت موسكو المعارضة بإعاقة تحقيق موضوعي و شفاف لكنها اتفقت مع واشنطن على ضرورة إجرائه، بينما اتهمت لندن قوات الرئيس بشار الأسد بتنفيذ الهجوم. من جهته اعتبر المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي أن الأحداث تؤكد أن سوريا الآن هى أكبر خطر على السلم والأمن فى العالم ، فما يجرى يمثل خطرا كبيرا على الشرق الاوسط والعالم العربى والعالم كله، و يضيف الدبلوماسي الجزائري "كما أن الدمار الذى لحق بداخل سوريا والخسائر البشرية التى تكبدها الشعب السورى وهذا السيل من اللاجئين الذين يتدفقون الى دول الجوار جعل المشكلة تتطور من عملية احتجاج الى حرب أهلية ثم الى خوف من أن تتسع الى حرب إقليمية، وبالتالى فانا أكرر أن الأزمة السورية هى أكبر خطر يهدد السلم والأمن فى العالم ، كما أن الأحداث الأخيرة والحديث عن إمكانية استخدام للأسلحة الكيماوية يؤكد خطر هذه المشكلة ويدعو الجميع الى العمل لإنهاء هذه الحرب وهذه الأزمة. ونقلت وكالة رويترز عن ناشط في بلدة عربين التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة إن الفريق الأممي تحدث مع المعارضة، ومنذ ذلك الوقت جهزت عينات من الشعر والجلد والدم وتم تهريبها إلى دمشق مع أشخاص موضع ثقة، كما أكد نشطاء أنهم التقطوا صورا لمواقع قصف، كما أخذوا عينات من التربة ودونوا روايات شهود. في هذا الوقت اتهمت الخارجية الروسية المعارضة السورية بمنع إجراء تحقيق موضوعي حول الهجوم بالأسلحة الكيمياوية، وأضافت الوزارة في بيان "للأسف الكثير من الإشارات الضرورية من المعارضة بما في ذلك استعدادها لضمان سلامة خبراء الأممالمتحدة بالأراضي التي يسيطر عليها المسلحون غير متوفرة". واعتبرت موسكو أن الدعوات في أوروبا للضغط على الأممالمتحدة من أجل استخدام القوة ضد نظام الرئيس بشار الأسد بعد معلومات عن استخدامه الأسلحة الكيمياوية "غير مقبولة". وقد أعلنت الخارجية الروسية الجمعة أن الوزير سيرغي لافروف اتفق مع نظيره الأميركي جون كيري خلال اتصال هاتفي عن وجود اهتمام مشترك بتحقيق موضوعي لبعثة خبراء الأممالمتحدة، الموجودة حاليا بسوريا، في إمكانية وقوع هجوم بسلاح كيميائي في غوطة دمشق. وأكد البيان أن وزيري الخارجية طالبا مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على هذه المنطقة ب "ضمان أمن" خبراء الأممالمتحدة. من جهته قال الرئيس الأمريكي باراك اوباما أن الولاياتالمتحدة ما زالت تسعى للتأكد مما إذا كانت أسلحة كيماوية قد استخدمت فعلا، وأنه في حال التأكد "فإن الوضع سيتطلب اهتماما أمريكيا". في هذه الأثناء حثت روسيا، الحليف الأكبر للنظام السوري، السلطات السورية على السماح لمفتشي الأممالمتحدة التحقيق في ادعاءات استخدام أسلحة كيماوية. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أيضا قد طالب بالسماح لمفتشي الأممالمتحدة بالوصول إلى موقع الهجوم المزعوم للتحقيق. وقال إنه يستغرب أن يعرقل أحد، سواء الحكومة أو المعارضة، التحقيق في الأمر، وأوضح أن استخدام الأسلحة الكيماوية فيه انتهاك للقوانين الدولية ويتطلب اتخاذ إجراءات ضد المنتهكين.