استقبلت العاصمة المالية باماكو أمس الأول 26 رئيس دولة وحكومة، وأكثر من أربعين وفدا، من شاركوا في فعاليات حفل تنصيب رئيس مالي الجديد إبراهيما بوبكر كيتا، الذي انتخب يوم 11 أوت الماضي، وأدى اليمين الدستورية يوم الأربعاء 4 سبتمبر الجاري. وتقدم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الوفود المشاركة في حفل التنصيب، وذلك بعد أن تدخلت قوات بلاده من أجل طرد المسلحين من شمال مالي، واستعادة السيطرة على كبريات المدن في ما يعرف بإقليم أزواد، وخسرت في ذلك سبعة جنود من القوات الخاصة الفرنسية. وعاشت باماكو منذ أيام ضغطا كبيرا وحالة استنفار في الأوساط الرسمية من أجل استقبال هذا الكم الهائل من الوفود والبعثات الرسمية، في حين ظلت الفنادق الكبيرة في العاصمة المالية محجوزة بشكل شبه كامل من طرف قوات حفظ السلام الأممية، وبعثات الاتحاد الأوروبي وفرنسا والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا. وأعطت السلطات المالية أهمية كبرى لحفل تنصيب الرئيس الجديد، الذي يمثل بالنسبة للماليين مرحلة جديدة كانوا يتطلعون إليها، بعد ثمانية عشر شهرا من الأزمات العسكرية والدستورية عاشتها البلاد، وكادت تعصف بوجود الدولة في مالي. وفي غضون ذلك، شهدت باماكو مشاورات أولية بين المجموعات المسلحة في الشمال والحكومة المالية، وذلك من أجل وضع تصور لمخرج من أزمة إقليم أزواد، وتشارك في هذه المشاورات وفود من الحركة الوطنية لتحرير أزواد والمجلس الأعلى لوحدة أزواد »الطوارق«، والحركة العربية الأزوادية »العرب«، ومجموعة الغوندا كوي »السونغاي«، إضافة إلى ممثلين عن الحكومة المالية الجديدة. وخلال هذه المشاورات التي وصفت بالودية، أعرب الرئيس المالي الجديد عن رفضه لأي حل مستقبلي يتحدث عن استقلال أو حكم ذاتي أو فيدرالي، ووعد بأن الحل سيكمن في التنمية والعدالة الاجتماعية والمصالحة الوطنية.