وزير الخارجية رمطان لعمامرة يعترف بأن العلاقات الجزائرية المغربية دون العادية، ورغم حرصه على القول بأن هذه العلاقات غير متوترة كثيرا إلا أنه يشير إلى عوامل تعقد هذه العلاقات وتمنعها من الانطلاق ومن ضمنها وسائل الإعلام وتصريحات المسؤولين المغاربة. يبدو أنه انقضى ذلك العهد الذي كان فيه المسؤولون في البلدين يصرون على القول بأن العلاقات بين الشقيقتين الجارتين وثيقة وجيدة، فكل المؤشرات تكذب هذه الادعاءات، والأسوأ من هذا أن وسائل الإعلام تعلب دورا سلبيا في جعل الخلاف السياسي بين الحكومتين خلافا بين الشعبين من خلال حملات منظمة تشنها بعض الصحف الورقية والالكترونية في المملكة. قبل أيام فقط كانت جريدة نيويورك تايمز قد نشرت مقالا تحدثت فيه عن احتمال تقسيم خمس دول عربية تقوم على أنقاضها 14 دولة، وذكرت الصحيفة الأمريكية أن الدول المعنية بهذا الأمر هي العراق وسوريا واليمن والسعودية وليبيا، غير أن جريدة هيسبريس المغربية استغربت كيف لم يتم إدراج الجزائر ضمن الدول المعنية بالتقسيم رغم أنها تتوفر على كل شروط الانشطار حسب كاتب المقال، وأكثر من هذا حرص شخص ما، ربما يكون صحافيا مغربيا، أن ينقل هذا السم كما هو عبر موقع فرانس 24 الذي يتبع قناة التلفزيون العمومية الفرنسية. يوميا تنشر الصحف المغربية مقالات وتعليقات مسيئة إلى الجزائر، ويسعى رسميون مغاربة إلى التحريض على الجزائر في كل المحافل الدولية سرا وعلانية كما فضحتهم وثائق ويكيليكس عندما نقلت محاولات مسؤولين مغاربة إقناع الأمريكيين بخطورة المشروع النووي الجزائري، وكل هذه الحملات تنشر الحقد والكراهية في أوساط المغاربة حتى بات جزء منهم مقتنع بأن الجزائر هي سبب كل المآسي التي يعيشونها. لا يمكن لعلاقة مستقرة ومتوازنة بين بلدين أن تبنى على المجاملات والنفاق التي يحفل بهما الخطاب الدبلوماسي، فحسن الجوار يقوم على الوضوح والصراحة في القول والعمل، وهو شرط يجب أن يسبق توفره أي عمل لبناء قاعدة من المصالح الاقتصادية المشتركة.