حملت أغلب تعليقات الصحف المغربية، الصادرة أمس، حول الزيارة التي قام بها وزير الخارجية المغربي السيد سعد الدين العثماني للجزائر يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين طابع التفاؤل، حيث أشارت إلى أن هذه الزيارة تعد بمثابة التفاته إيجابية تبعث على الاعتقاد بأن مناخا جديدا بدأ يسود العلاقات بين المغرب والجزائر لصالح السياق الذي تولّد عن فترة ما بعد الانتخابات التشريعية المغربية يوم 25 نوفمبر 2011 والمعطى الإقليمي الجديد. واعتبرت الصحف أن من شأن تضافر هذه العوامل أن يحث الطرفين على الدخول في دينامية جديدة تعود بالفائدة على الجانبين وتساعد على تجاوز الجمود الذي خيم منذ سنوات على العلاقات الثنائية. وأكدت الصحف أن تطبيع العلاقات بين المغرب والجزائر ولا سيما من خلال فتح الحدود البرية بين البلدين، سيعمل على رفع معدل النمو في كلا البلدين وتشجيع المبادلات التجارية والاقتصادية عموما، معربة عن الأمل في أن تعمل زيارة وزير الخارجية المغربي للجزائر على استئناف العلاقات بين البلدين. وفي هذا الصدد، أشارت الجريدة الإلكترونية المغربية ''هيسبريس'' إلى أن الجزائر والرباط فتحتا صفحة جديدة في علاقتهما الثنائية والمبنية على التعاون الاقتصادي وإعادة بعث اتحاد المغرب العربي، مع التقدم خطوة خطوة في القضايا الشائكة كالقضية الصحراوية وإعادة فتح الحدود البرية. وكانت الخطوة الأولى في هذه المرحلة الجديدة زيارة وزير الشؤون الخارجية المغربي الجديد سعد الدين العثماني للجزائر. واستدلت الجريدة في هذا الصدد بالتصريح الذي أدلى به الوزير خلال الندوة المشتركة مع وزير الخارجية السيد مراد مدلسي والقاضي بأن ''القناعة موجودة لتعزيز العلاقات بين البلدين وأن هذه الزيارة من شأنها وضع آليات وبرامج تعمل على تعزيز هذه العلاقات الثنائية وتجسد طموح البلدين ميدانيا''. ولعل النتيجة الإيجابية الوحيدة لهذه الزيارة -حسب المصدر- هي اتفاق وزيري خارجية البلدين على عقد لقاءات منتظمة مرتين في السنة لتقويم مجالات التقدم في العلاقات الثنائية. من جانبها، أشارت جريدة التجديد إلى أن هذه الزيارة من شأنها أن تعيد الروح للمغرب العربي، انطلاقا من أنه يجب أن يطغى عليها الشق الاقتصادي في أفق التبادل الحر وإقامة اتحاد جمركي، وصولا إلى سوق مشتركة من أجل قوة الإتحاد لمواجهة تحديات العولمة. كما أشارت إلى أن هذه الزيارة تؤكد على الاتجاه نحو الانفراج في العلاقات بين البلدين اللذين شرعا منذ مدة في تبادل زيارات على مستوى الوزراء، توجت بالتوقيع على عدة اتفاقيات خاصة في مجالي الفلاحة والطاقة. من جانبها، ركزت جريدة ''العلم'' المغربية على تصريحات الوزيرين حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية، حيث نقلت تأكيد العثماني على ''استثنائية'' العلاقات المغربية الجزائرية. أما ''أخبار اليوم'' المغربية فقد أشارت إلى أن الوزير العثماني يراهن على الربيع العربي لتليين مواقف الجزائر، على ضوء التغييرات التي عرفتها المنطقة لحث الجزائر على فتح الحدود بين البلدين. أما ''الأحداث'' المغربية فقد تطرقت إلى قضيتي الصحراء وفتح الحدود، حيث أوضحت أنهما بقيتا خارج مباحثات الجانبين، في الوقت الذي تم فيه التركيز على الخصوص على سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتفعيل اتحاد المغرب العربي، أما جريدة ''بيان اليوم'' فقد أكدت بأن المغرب والجزائر يواصلان مشوار تطبيع علاقتهما، وأن فتح الحدود بين البلدين ما هو إلا عربون للإرادة السياسية وجسر نحو حل كل الخلافات بما فيها قضية الصحراء، بدورها أوضحت ''أجور دوي لو ماروك'' أن سعد الدين العثماني ضيف مميز بالجزائر وان العلاقات المغربية الجزائرية تعرف منعطفا جديدا، حيث تكتسي دلالة رمزية بالنسبة للبلدين، في الوقت الذي ذهبت فيه جريدة ''البيان'' إلى ربط هذه الزيارة باتحاد المغرب العربي الذي قالت عنه بانه بصدد البحث عن دينامية جديدة، وكل التصريحات والتطورات تدل على أن هناك جهودا من أجل تجاوز تعثرات الماضي وتطوير فرص جديدة من أجل آفاق أفضل لبلدان المنطقة وشعوبها.