تعتبر جمعية حورية للطفل وترقية المرأة والتي بدأت العمل في ماي 2013 من الجمعيات فرضت وجودها بولاية البويرة رغم حداثة نشأتها، حيث أصبحت الملاذ الأمن لنساء ولاية البويرة خاصة المطلقات اللواتي وجدن في الجمعية متنفسا للتعبير عن معاناتهن وانشغالاتهن خاصة بعدما أغلقت جميع الأبواب أمامهن. بالرغم من الإمكانيات المادية المحدودة لجمعية» حورية للطفل وترقية المرأة إلا أنها تعمل جاهدة من أجل الأحسن للنساء المنخرطات اللواتي أبدين سعادتهن لتواجدهن بهذه الجمعية التي فتحت لهن باب الأمل بغد أحسن بالرغم من الظروف الاجتماعية الصعبة والنظرة السلبية للمرأة الناشطة اجتماعيا. رئيسة الجمعية حملاوي جميلة تحدثت بإسهاب عن معاناة المنخرطات بالجمعية وحاولت أن تنقل ولو جزء بسيط من معاناتهن اليومية التي لا تخلو من التحرش الجنسي ونظرات الاحتقار, وأشارت إلى المشاكل التي تخلقها مديرية النشاط الاجتماعي خلقها-حسبها- لعرقلة نشاط الجمعية بالرغم من التعلق الشديد للنساء بها ورضى أولياء الأطفال المنخرطين بالنادي عن أداء الجمعية وظروف تمدرس أبنائهم. ٌأغلبية المنخرطات مطلقات والخدمات المقدمة مجانية تستقطب جمعية »حورية للطفل وترقية المرأة «نساء وشابات من مختلف مناطق الولاية خاصة المناطق الريفية، على غرار قرية سعيد عبيد قرية النسيس التابعة لبلدية عين الترك، أيت لعزيز، جباحية، أهل القصر وغيرها من المناطق النائية وتقدم عدة نشاطات وتربصات مجانية لفائدة المنخرطات على غرار الطبخ، الحلويات العصرية والتقليدية والخياطة الجاهزة والحلاقة بالإضافة إلى نادي الإعلام الآلي الذي تم استحداثه مؤخرا. والى جانب هذه التخصصات-تقول محدثتنا- هناك نادي للأطفال يضم 60 طفلا تتراوح أعمارهم ما بين 04 و 05 سنوات مقسمين إلى فوجين تشرف عليهم معلمة متحصلة على الليسانس في الأدب العربي ومربيات من التكوين المهني ويتلقى الأطفال بهذا النادي دروسا تركز على التنشئة الإسلامية للطفل على غرار السيرة النبوية وشرح سبب الاحتفال بالمناسبات الدينية المختلفة إلى جانب تحفيظ القران الكريم. وعن النساء اللواتي تهتم بهن الجمعية قالت جميلة حملاوي، أنها تركز اهتمامها على النساء الأرامل والمطلقات والمرأة الضعيفة بصفة عامة وتحاول إعطائهن الدعم المعنوي اللازم لمواجهة مشاكل الحياة، إضافة إلى محاولة النهوض بهن وتوعيتهن عن طريق منحهن فرصة تلقين الدروس المختلفة منها الإعلام الآلي والإنترنيت . نادي الأطفال مهدد بالغلق بالرغم من اعتراض الأولياء بلغة متحسرة حدثتنا رئيسة الجمعية عن رغبة مديرية النشاط الاجتماعي في غلق نادي الأطفال بدعوى عدم توفره على الشروط المناسبة لاستقبال الأطفال وهو ما نفته رئيسة الجمعية التي نددت بالقرار الذي اعتبرته تعسفيا وأن هناك أطرافا تحاول عرقلة نشاطها نظرا للسمعة الطيبة التي تتمتع بها الجمعية والالتفاف الكبير لسكان المنطقة حوله، كما أبدت استغرابها من هذا القرار الذي جاء بعد اعتماد الجمعية وبداية ممارسة نشاطها. واستنادا إلى بيان » صوت الأحرار« على نسخة منه فان أولياء الأطفال يرفضون بشدة غلق نادي الأطفال، خاصة بعدما لاحظوا تحسن مستوى أبناءهم وتقدمهم. من جهتهم عبر بعض الأولياء الذين التقينا بهم بمقر الجمعية عن رفضهم الشديد لغلق نادي الأطفال مفضلين نادي الجمعية على روضات الأطفال التي أصبحت حسب بعض الأولياء تبحث عن الأموال فقط دون الاهتمام بأبنائهم، حيث قالت إحدى السيدات بأنها لا تثق أبدا في روضات الأطفال بعد ما أصيبت ابنتها بالقمل بعد شهرين فقط من ارتيادها لأحد الروضات المتواجدة بحي 1100 مسكن، ناهيك عن ظاهرة التنويم الإجباري بالروضات، وممارسات سلبية أخرى، جعلتها تفضل جمعية »حورية« على باقي الروضات المتواجدة بالمنطقة. وعن الدعم المادي للجمعية قالت محدثتنا، أن الجمعية منذ بداية نشاطها لم تتلق أي نوع من المساعدات المادية سواء من عند الدولة أو من عند الخواص فهي تتكفل رفقة زوجها بدفع كامل متطلبات الجمعية ابتداء من مصاريف كراء المحل وثمن العتاد وصولا إلى المصاريف المتعلقة بأبسط المتطلبات. وأضافت رئيسة الجمعية أنها تلقت بعض الوعود بمساعدات مادية ولكنها لم تتحصل عليها بعد. كما عبرت عن تذمرها واستيائها من إقدام السلطات المحلية على تجميد مبلغ 200 ألف دج الذي كان مخصصا للجمعية بدعوى عدم صلاحية المقر لاستقبال الأطفال كما عبرت عن أسفها الشديد من كيفية تعامل بعض المسؤولين مع المشاريع الخيرية مطالبة في نفس الوقت بضرورة استرجاع المبلغ المالي المجمد إلى جانب التراجع عن قرار غلق نادي الأطفال إضافة إلى تدعيم الجمعية بعمال عقود ماقبل التشغيل . هذا وقد عبرت رئيسة الجمعية عن امتنانها وشكرها الجزيل لمديرية الشباب والرياضة بولاية البويرة على الدعم والتشجيع المعنوي إضافة إلى وضعها لقاعة الإعلام الآلي تحت تصرف نساء الجمعية اللواتي أبدين استحسانهن لهذه المبادرة الطيبة.