لكن الدول العربية غدرت بنفسها فهي حتى اليوم لاتلتزم بدفع ما تعهدت به من مال للأمم المتحدة لاستعمال العربية كما أن مندوبيها يتكلمون هناك إما بالإنكليزية وأما بالفرنسية وهاهي العربية تعاني في تلك المنظمة الدولية . وفي الوقت عينه بدأت تتراجع العربية في المؤسسات الأقتصادية والتعليمية والحكومية لصالح ألإنكليزية في المشرق العربي ولصالح الفرنسية في المغرب العربي .ز وانكشف ذلك عن مشكلات سياسية كبيرة وصلت إلى حد انعدام ألأمن في كثير من هذه الدول التي تخلت أوهي في طريقها إلى التخلي عن لغة يتمسك بها شعبها تمسكا لامثيل له في التاريخ .. ونقول لامثيل له في التاريخ لأن التاريخ اللغوي للشعوب وألمم يحدثنا عن شعوب تخلت عن لغتها عدة مرات كما هوحال الشعب الفرنسي والشعب ألأسباني وشعوب امريكا اللاتينية ، إلا الشعوب العربية لم تغير لغتها بل طورتها بدءا من اللغة الحميرية التي تعرف باللغة البربرية الأمازيغية ، فهذه اللغة تشكل الأرضية التي تأسست عليها اللغة العربية المبينة اليوم ، لذلك نجد القاموس العربي المتكون من 14 مليون مفردة يحتوي على ألفاظ واسعة من اللغة البربرية القديمة تلك وهوالذي حافظ عليها ..لذلك يبدي العرب في السنتين الأخيرتين حتى في دول الخليج العربي اهتماما جديدا باللغة العربية لمواجهة الإنكليزية والفرنسية واخذوا يؤسسون جمعيات لغوية تناضل في هذا الميدان وكان أول من فعل ذلك في العالم العربي هوالكاتب والديبلوماسي الجزائري الذي أسس جمعية الدفاع عن اللغة العربية في الجزائر ولاقى كثيرا من العنت إلا أن رسالته وصلت بل أن اللغة العربية تكاد تكون اللغة الثانية في تلك البلدان التي أسست قبل قرون المعاهد والجامعات لكسر العربية .. فاثبت العرب أن استعصاءهم اللغوي كان قويا خاصة وأن اللغات التي حوربوا بها انقرضت أوفي طريقها للانقراض كما هوحال اللغة التركية العثمانية التي انتهت تماما ، واللغة الفرنسية التي لايتوقع لها الباحثون اللغويون في العالم أن تعيش على نهاية القرن العشرين ، حيث غزتها الانجليزية وانحسر استعمالها في إفريقيا وخاصة دول المغرب العربي .