اعتبر رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، الشيخ بوعمران، أول أمس، في كلمته الافتتاحية للملتقى الدولي حول مالك بن نبي، المنظم في إطار تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية''2011، أن المفكر الجزائري الراحل مالك بن نبي 1905/ 1973 ، كان مفكرا علميا بامتياز، وانطلق في فكره من بيئته الجزائرية ومن تشبعه بالتربية الإسلامية، ومن القرآن والسنة. قال الشيخ بوعمران إنه تعرف إلى مالك بن نبي بعد صدور كتابه ''شروط النهضة'' الذي تطرّق فيه برؤية خاصة إلى الكشافة والعمل الكشفي، والتي اعتبرها غير إسلامية وغير جزائرية، كونها لا تنطلق من منطلقات حضارية جزائرية وإسلامية، مضيفا ''وبعد مشاركته في مؤتمر تلمسان الكشفي سنة 1950 تراجع بن نبي عن فكرته، وقال أنه أخطأ في حق الحركة الكشفية، ووعد بمراجعة فصل الكشاف الذي ألحقه بكتابه ''شروط النهضة''. وأضاف بوعمران أن مالك بن نبي فاجأ أبناء جيله حين طرح فكرة ''القابلية للاستعمار''، أين كان قطاعا واسعا في المجتمع يعتقد أن الاستعمار الفرنسي قدر محتوم وخيار من الله للشعب الجزائري. وذهب الدكتور إلى اعتبار أن مالك بن نبي تجاوز محيطه وعصره، وكان منظّرا بامتياز لشروط النهضة، ولابد من استثمار الطابع التجديدي لفكره. وكانت الجلسة الأولى في الملتقى بعنوان ''مدخل في فكر مالك بن نبي''، وترأسها الدكتور بومدين بوزيد مدير الثقافة بوزارة الشؤون الدينية، وتحدث فيها كل من الدكتور عويمر ميلود من جامعة الجزائر الذي اعتبر أن بن نبي مثله مثل ابن خلدون وكارل ماركس، تركوا بصماتهم على الفكر الإنساني بأبعاد مختلفة وخصتهم الدراسات والأبحاث بدراسات متخصصة في الاقتصاد والاجتماع والفكر والنهضة. وكانت مداخلة الوزير اللبناني السابق الدكتور عمر كامل المسقاوي، بمثابة شهادة أحد العارفين بمالك بن نبي الإنسان والمفكر، بحكم ملازمته له في فترة الدراسة في الخمسينيات من القرن الماضي بالقاهرة بمصر. وقدم المسقاوي الذي ترجم معظم أعمال بن نبي وعاصر إصداراته الفكرية، شهادة عن الأيام الأولى للمفكر الجزائري بمصر وبداية سطوع نجمه الفكر، من شروط النهضة إلى الظاهرة القرآنية.