رغم توتر الأوضاع الأمنية بتونس، إلا أن معظم مواطنيها يفضلون مواصلة حياتهم اليومية بشكل عادي، من خلال الدخول إلى الجزائر عبر ولاية الطارف للتبضع وقضاء حاجياتهم مفضلين بذلك السلع الجزائرية، حيث يستغلون الفرصة ويقتنون اكبر كمية ليعودوا أدراجهم في المساء، وقد فاق عددهم حسب مصادرنا 700 تونسي دخلوا الطارف منذ بداية السنة عرف مركزي العبور أم الطبول والعيون الحدوديين بولاية الطارف، الذين تمت توسعتهما مؤخرا توافدا كبيرا من طرف تونسيين على أسواق الولاية وأسواق ولاية عنابة المجاورة، من أجل التبضع والتزود بالوقود، حيث تفيد معلومات »صوت الأحرار« المستقاة من مصالح المراكز المذكورة، توافد أزيد من مليوني سائح جزائري، دخلوا عبر ولاية الطارف منذ بداية السنة، من بينهم أزيد من 700 أجنبي معظمهم تونسيون مقابل خروج مليون سائح جزائري إلى تونس. ويعمل هؤلاء على مواصلة حياتهم طبيعيا، رغم التوترات الأمنية والغلاء الفاحش الذي مس كل السلع حسب بعض من تحدثت إليهم »صوت الأحرار«. وقد أكد هؤلاء على أن بعض المضاربين استغلوا الفرصة وألهبوا الأسعار بشكل مؤسف، ما أدى أكثر إلى تدهور القدرة الشرائية لمعظم التونسيون الذين يضيف محدثونا وجدوا ضالتهم في الوقود والسلع الجزائرية التي تتميز- حسبهم - بالجودة وانخفاض في الأسعار. ويقوم معظم التونسيون بالدخول والخروج من وإلى التراب الجزائري منذ سنوات لاقتناء حاجياتهم صباحا ويعودون أدراجهم مساء، خاصة وأن بعضهم تربطهم علاقة مصاهرة مع أهل القالة والطارف، ورغم الوضع الأمني المتدهور هناك إلا أنهم يزداد عددهم يوما بعد يوم وهم الذين يفضلون عادة الأسواق الأسبوعية على رأسهم السوق الأسبوعي لمدينة القالة الذي يقام كل أربعاء، والذي تم نقله منذ سنتين إلى مكان آخر بعدما كان بالقرب من محطة نقل المسافرين للمدينة، حيث عرقل بشكل كبير السير والحركة المرورية وساهم في اختناق مروري قاتل بسبب التوافد القياسي ذلك اليوم للتونسيون ولأهل الولاية وما جاورها. وعن المواد التي يقتنيها المتسوقون التونسيون خلال تجولهم بولاية الطارف أو ولاية عنابة المجاورة بحكم أن بعضهم يفضل مواصلة رحلته إلى عنابة لاقتناء سلع قد لا يجدها بالطارف، هو وأولا الوقود الذي يباع بأضعاف مضاعفة في بلادهم ، وهم الآن أصبحوا يحطاطون من الوقوع في أيادي الأمن بعد الإجراءات الجديدة التي اتخذتها الحكومة مؤخرا، ورغم ذلك فهم كما قال أحدهم : »نعيش عليه ونضمن لقمة الأولاد ولو ليومين«، وغير الوقود فهناك مواد التنظيف وبعض المواد الغذائية والأقمشة والأحذية وحتى الافرشة ناهيك عن حلوة »النوقة« التركية وبعض النباتات العطرية التي كان يهرب بعضها إلى بلادهم. وقد كان في السابق تبضعهم يقتصر على مواد وسلع معينة، لكن مع تدهور الأوضاع هناك أصبحوا يقتنون كل شئ وكل ما هو جزائري. وفي المقابل هناك من الأشقاء التوانسة من يستغل فرصة تواجده بالطارف لربط علاقات تجارية وخدماتية للترويج لسلع بكميات محدودة، على أمل فتح محلات متخصصة لاحقا وبطرق قانونية أو بتعبير أدق التحضير للاستثمار مستقبلا، خاصة وأن التونسيون ومنذ سنوات قد فتحوا محلات تجارية ومطاعم لقيت الرواج والنجاح الكبير في مدينة القالة وعنابة ولهم زبائن محترمين من الجزائريين والأجانب. ومن جهة أخرى فقد سجلت ذات المراكز خروج أكثر من مليون جزائري إلى الشقيقة تونس منذ بداية السنة وفي أوقات متفرقة كانت الذروة فيها في فترة ما بين رمضان والأعياد وشهر سبتمبر، وفي المقابل غادر تونس عدد معتبر من الجزائريين الذين أرادوا قضاء فترة من الراحة خلال شهر أكتوبر بسبب الأحداث الأخيرة التي عجلت بدخولهم التراب الوطني ولا نملك إحصائية رسمية تحدد عددهم بالضبط.