يعرف هذه الأيام مركزي أم الطبول والعيون الحدوديين بولاية الطارف حركية كبيرة وضغط متواصل بسبب التوافد بقوة و دفعة واحدة من طرف المسافرين سواء العائدين إلى غربتهم أو الذين يودون قضاء، ما تبقى من العطلة خارج تونس، حيث يزداد حدة مع نهاية الأسبوع، وقد وصل عدد المسافرين من وإلى تونس في الأسبوع الأول من العيد ال 65 ألف مسافر. المتجه هذه الأيام إلى الحدود البرية لولاية الطارف سواء مركز أم الطبول أو العيون الذي يعرف دائما بأنه اقل حركية من الأول، تفاجئه الوفود البشرية الكبيرة التي انتشرت هنا وهناك، والقادمة من كل ولايات الوطن، خاصة من قسنطينة، قالمةوعنابة تود قضاء ما تبقى من أيام عطلتهم المعدودات، بالإضافة إلى عدد المغتربين الذين هم في طريق عودتهم إلى أماكن عملهم و مقر سكناهم إلى الدول الأوربية. وقد اشتكى الكثير منهم من الضغط المتواصل على الحدود البرية طوال الأسبوع، ما تسبب في تعطيل مصالح هؤلاء خاصة فيما يخص تسريع وتسهيل الإجراءات المرورية من وإلى تونس. وحسب المعلومة التي تحصلنا عليها فإن مصالح الحدود تسجل يوميا توافد 9 آلاف مسافر على المركزين أم الطبول والعيون، ومع ذلك فيبقى دائما مركز أم الطبول الأول في استقبال المسافرين والسيارات بالآلاف ما يفوق ال 1500 سيارة كون الكثير منهم يفضل هذا المركز. وحسب نفس المصدر دائما فإن نهاية الأسبوع، تعرف الضغط الرهيب الذي يرهق الأعوان والمسافرين من وإلى تونس على حد سواء، حيث تشير الأرقام بالتقريب إلى عبور نحو ال 65 ألف مسافر خلال الأسبوع الأول من العيد.
ولا يقتصر الأمر على الجزائريين فقط فحتى التونسيون، خاصة المتوافدين على ولاية الطارف، حيث هذه السنة حطموا بدورهم الرقم القياسي، إذ كان يقتصر دخولهم إلى التراب الجزائري عبر الطارف على المئات فقط وقليلة قلة في كثير من الأحيان. ومعلوم أن هؤلاء تستهويهم البضائع والمازوت الجزائري وبعض المواد الاستهلاكية الأخرى. و تشير المعلومات إلى أن ما بين ال 29 و31 ألف تونسي عبروا التراب الوطني عن طريق الطارف خاصة مدينة القالة وعاصمة الولاية، بالإضافة إلى ولاية عنابة المجاورة. ولكن كان ذلك في شهر رمضان المعظم، حيث تنقص مع الأيام العادية الأخرى إلى الأقل بكثير. وحسب من التقيناهم في أسواق ولايتي الطارف ، في أيام متفرقة، حيث لا يصعب عليك معرفتهم ، فلهجتهم تقودك إليهم بسهولة تامة. وخلال تقرب »صوت الأحرار« أحد هم يدعى السنوسي، قال بأنه مواظب على التوجه إلى السوق الأسبوعي بالقالة كل يوم أربعاء والطارف في يوم الجمعة، وذلك لشراء الملابس وبعض المواد الغذائية كون الأسعار جد معقولة وفي متناول الجميع. المنجي ووسيلة ممن التقينا بهم في الطارف أكدوا أيضا أن التونسيون، منهم من يتزود بالمازوت الجزائري ويعود أدراجه إلى تونس مساءا، خاصة أنه ذو جودة عالية ومشهور جدا ببلادهم. ومعروف عن التونسيون أن علاقة مصاهرة كبيرة تربطهم مع أهل الطارف منذ زمن بعيد، ويشتركون كثيرا في العادات والتقاليد.