تعقد اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني اليوم دورتها العادية التي تخصص للمصادقة على التشكيلة الجديدة للمكتب السياسي ومناقشة قضايا تنظيمية، حيث أنه من المقرر أن يقدم الأمين العام للحزب عمار سعداني أمام أعضاء اللجنة المركزية التشكيلة الجديدة للمكتب السياسي التي ستعرض للتزكية. تعد دورة اللجنة المركزية المقرر عقدها اليوم بنزل الأوراسي موعدا هاما لحزب جبهة التحرير، حيث سيتم خلالها الكشف عن تشكيلة المكتب السياسي الجديدة، كما تعقد هذه الدورة بعد تزكية عمار سعداني أمينا عاما للأفلان خلال اجتماع الأوراسي في 29 من أوت الماضي، حيث يأتي هذا اللقاء في خضم إعادة ترتيب بيت الحزب العتيد ولم صفوف مناضليه وقياداته، وفي إطار الإستراتيجية التي وضعها الأمين العام تحسبا للاستحقاقات القادمة، وهي الدورة التي من المنتظر أن يتمخض عنها مكتب سياسي جديد. واستنادا للقانون الأساسي للحزب، فإن الأمين العام لديه صلاحية تشكيل المكتب السياسي من 11 إلى 15 عضوا من أعضاء اللجنة المركزية وعرضها أمام اللجنة المركزية للتزكية. وكان الأمين العام الجديد للأفلان قد أعلن خلال الدورة السادسة للجنة المركزية عن تأجيل الكشف عن التشكيلة الجديدة للمكتب السياسي للحزب إلى الدورة القادمة لاجتماع اللجنة المركزية، حيث قال إنه بعد مشاورات تقرر تأجيل الكشف عن تشكيلة المكتب السياسي للسماح بمواصلة المشاورات، كما دعا أعضاء اللجنة المركزية لإعطاء صورة واضحة عن مجريات فعاليات الدورة السادسة المستأنفة لمناضلي الحزب على مستوى القاعدة، كما أكد على ضرورة نشر أخلاق الوئام والتسامح والصلح لتوحيد صفوف جبهة التحرير الوطني. وبشأن مراعاة معايير التمثيل في التشكيلة الجديدة للمكتب السياسي كما جرت العادة ، فإن قوانين الحزب لا تلزم الأمين العام بذلك لكن من المتوقع أن تكون تشكيلة المكتب السياسي تمثل مختلف مناطق الوطن ومنسجمة مع توجهات الحزب وتتمتع بمصداقية لدى القاعدة النضالية وأعضاء اللجنة المركزية. وعلاوة على تزكية القائمة الجديدة للمكتب السياسي، فإن الأمين العام للحزب سيلقي كلمة في الجلسة الافتتاحية للدورة يتطرق فيها إلى الوضع داخل حزب جبهة التحرير الوطني وتوجهات الحزب المستقبلية وكذا قضايا الساعة. وبهذا يكون الأفلان قد تجاوز خلافاته ووضع حدا للانقسامات التي عرفها، حيث عادت اللحمة بين قيادات وإطارات ومناضلي الحزب، وهذا ما تجلى خلال لقاء الأمين العام بأمناء المحافظات وكذا المجموعتين البرلمانيتين مؤخرا، حيث أن هذا النهج هو »الوضع الصحيح للأفلان سابقا وحاليا ومستقبلا«، حيث كان لم شمل المناضلين أهم مطلب الأفلانيين الغيورين على الحزب، وأن يعود الحزب العتيد لسابق عهده متراصا وموحد الصفوف، خاصة وأن استحقاقات هامة تنتظره في الأفق. ويبدو أن الأمين العام عمار سعداني قد وجد مكمن الداء الذي أصاب الأفلان فجال وصال والتقى بقاعدة الحزب في جميع الولايات خلال خرجاته بعد تزكيته مباشرة أمينا عاما، حيث بحث عن حل للخروج من الأزمة التي عاشها الحزب نهائيا، وفعل ذلك إدراكا منه أن رص الصفوف هو الحل الوحيد للبقاء في الريادة، وأن التشتت يفرق ويدفع نحو التراجع، كما يعمل الأفلان في الوقت الراهن أن يضع يده في يد من يتوافق معه في الرؤى والتصورات في كل ما يهم الشأن الداخلي للبلاد أو خارجها من الأحزاب الأخرى لضمان إنجاح الخيارات التي حددها الحزب، حيث جدد ثقته في رئيس الجمهورية للاستمرار في تحقيق مزيد الانجازات، من خلال دعوته له للترشح لعهدة رابعة. والأكيد أن حزب جبهة التحرير الوطني قد تمكن من تحديد أولوياته بعد تجاوز عقبة اختيار الأمين العام بتزكية عمار سعداني أمينا عاما، هذا الأخير الذي يشرف اليوم على اجتماع دورة اللجنة المركزية والتي يعول عليها الحزب للاستعداد الجيد لمعترك الرئاسيات المقررة في شهر أفريل من السنة المقبلة. إن هذا الموعد المصيري يحتاج من جميع مناضلي الأفلان أن تكون وحدتهم قوية وصفوفهم متراصة وأن يضعوا صوب أعينهم مصلحة الحزب والوطن قبل كل اعتبار، خاصة وأن الجزائر تعيش على وقع إقليمي متوتر وظرف أمني تميزه تهديدات إرهابية على الحدود، كما أنهم مطالبون برأب الصدع لوضع حد للأصوات التي باتت تتعالى من هنا وهناك للتشويش على استحقاقات .2014 وكان أعضاء اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني قد زكوا في نهاية شهر أوت الماضي عمار سعداني أمينا عاما للحزب خلفا لعبد العزيز بلخادم الذي سحبت منه الثقة نهاية جانفي 2013 من قبل أعضاء اللجنة المركزية.