في إطار الاستعداد لأول دخول جامعي ل 15 مدرسة تحضيرية، وأربع مدارس عليا ، نظمت وزارة التعليم العالي أول أمس ملتقى، شارك فيه حوالي 300 أستاذ ومسؤول، وكوكبة من الأساتذة والمختصين الفرنسيين، دعتهم وزارة التعليم العالي لعرض تجربتهم في هذا النوع من المدارس العليا، وقد كان تركيزهم واضحا وبقوة على ضرورة إعطاء مكانة خاصة للغة الفرنسية، لأنها هي لغة التدريس الوحيدة، بحجة أن العلوم والتكنولوجيا لا تدرس بالعربية، ويبدو أن هذا هو المتفق عليه مسبقا. كوكبة من الأساتذة والمختصين الفرنسيين، الذين لهم تجربة في مدارس الامتياز العليا والتحضيرية شاركوا أول أمس في ملتقى، حضره حوالي 300 أستاذ ومختص ومسؤول بقطاع التعليم العالي،وكانت لهم حصة الأسد في التدخلات في أشغال الجلسة العلنية العامة، وحتى في الورشات المغلقة حسب تأكيد بعض المشاركين. وقد بدا واضحا للجميع أن كل المتدخلين الفرنسيين متفقون على أن تكون لغة التدريس هي الفرنسية في جميع المواد والتخصصات، وليست الانجليزية التي تهيمن حاليا على 80 بالمائة من الاختراعات والمعلومات العلمية والتكنولوجية المتطورة والحديثة، ويبدو أن هذا ما اتفق عليه معهم، وقد اقترحوا لذلك برمجة ساعات دعم خاصة باللغة الفرنسية، حددتها السيدة كورتيل مسؤولة التعاون الثقافي في السفارة الفرنسية بالجزائر مثلما جاء في تدخلاتها من على منصة الافتتاح بمجوع ست إلى تسع ساعات أسبوعيا ، وهذه الساعات هي ساعات إضافية عن ساعات المقررات، والهدف منها تمكين طلبة المدارس التحضيرية والمدارس العليا من مزاولة الدراسة بهذه المدارس لأن لغة التدريس بها هي اللغة الفرنسية، لا العربية. وبعد أن أبلغت مواطنيها بالوضع اللغوي في التدريس بالجزائر، الذي يبدأ فيه التلميذ الدراسة مثلما قالت باللغة العربية "من أول سنة ابتدائي حتى آخر سنة من التعليم الثانوي، وفي أول سنة بالجامعة تحدث القطيعة، حيث يزاولون دراستهم بهذه المدارس باللغة الفرنسية، زد على ذلك مثلما أضافت "لا يجب تصور أن مستوى الطالب في الفرنسية هو نفسه في عموم الجزائر، ففي بعض المناطق لا يدرسون ولا يتحدثون الفرنسية". وباختصار يّخيُل لمن استمع لهؤلاء الفرنسيين مثلما قال أحد الأساتذة الجزائريين الحاضرين "أن هدفهم الأول والأساسي هو فرنسة كل الدارسين بهذه المدارس العليا، التي تعتبر مدارس امتياز، وتّرسُم كخزانات بشرية لتولي المسؤوليات على أعلى المستويات، لا مساعدتنا في الإستفادة من تجربتهم، ما هكذا يكون التعاون، لأن سيادتنا حق علينا". وعن هذه المدارس أوضح ل "صوت الأحرار" الأستاذان بلخير حفيظ )فيزياء(، وميساوي حسين )رياضيات( من جامعة عنابة، أن التحضير لهذا الدخول الجامعي الذي سنستقبل فيه طلبة المدارس التحضيرية بين يومي 4 و7 أكتوبر المقبل، قد تم في السنة الماضية ، حيث حضرنا محتوى البرامج وكل المتطلبات البيداغوجية مسخرة لأساتذة من ذوي 20 سنة خبرة، وقد انكب جهدنا على النموذج الفرنسي، ونحن اليوم في هذا الملتقى من أجل ذلك، يوجد هذه السنة أربع مدارس عليا واحدة بعنابة، وأخرى بتلمسان، وثالثة ورابعة بالجزائر العاصمة. ومثلما قال الأستاذان، فإن المدرسة العليا بجامعة عنابة مستعدة تمام الاستعداد لاستقبال طلابها من 4 إلى 11 أكتوبر المقبل، وقد تم تسجيل 394 طالبا، من ضمنهم 60 طالبة، خصصت لهم حيين جامعيين للإقامة. وعن جامعة المدرسة العليا لتلمسان التقت "صوت الأحرار أستاذان مثُلاها في هذا الملتقى، هما : العرابي لحسن)كيمياء(، ويبدري مصطفى )رياضيات(، وأكدا لها أن المدارس التحضيرية سجلت 424 طالبا، وكل الظروف مهيأة لاستقبالهم يوم 4 أكتوبر المقبل، ويوجد مشروع لبناء مقر جديد قرب كلية العلوم بمنطقة شتوان بتلمسان، ونحن هنا للاستفادة من النموذج الفرنسي، وإسقاطه على تجربتنا في الجزائر، أحضرتهم وزارة التعليم العالي من أجل هذا الغرض، ومن المفروض أن يصبح المهندس عندنا يساوي المهندس في فرنسا، نريد أن ننطلق من النقطة التي وصلوها لا من النقطة التي انطلقوا منها في هذا المجال. ومن جهته الأستاذ كرنان عبد الحميد أستاذ في الاقتصاد ومدير الدراسات في المدرسة التحضيرية في العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير في درارية بالعاصمة، قال ل "صوت الأحرار" : أن كل الظروف مهيأة لاستقبال الطلبة، وعدد المسجلين هو 795 طالبا من مجموع 810 طلاب سجلتهم الوزارة، وكان أدنى معدل القبول هو 81.12 على 20 في البكالوريا، وأعلى معدل هو أزيد من 16 على 20 ، وسوف نشرع في العمل بأساتذة متعاونين ريثما يتم توظيف الأساتذة الدائمين، وقد ضبطنا كل أمورنا في هذا الجانب، فقط ينقصنا أساتذة اللغتين الفرنسية والإنجليزية، ونحن بصدد حله نهائيا.