تداعيات »المزحة الثقيلة« التي فلتت من لسان الرئيس الفرنسي لم تتوقف، فبعد كل التصريحات التي أعقبتها في الجزائر وفي فرنسا، ها هو برونو لو روكس رئسي نواب التيار الاشتراكي في البرلمان الفرنسي، يؤكد أن »تصريح هولاند لم يكن موجها للجزائريين ولذلك عبر هولاندعن أسفه الصادق..«. في نفس السياق كتبت أسبوعية »كانارد أونشيني« أن »المزحة« كانت بسبب الخلاف الحاد في العلاقة بين الوزير الأول الفرنسي جون مارك أيرو ووزير الداخلية مانيال فالس اللين جاءا إلى الجزائر وعادا منها على متن نفس الطائرةإلى ذلك،تلقى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، مساء أمس الأول، اتصالا هاتفيا من الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند، الذي كان قد أكد في تصريح سابق لبيان أصدره الإليزيه عن أسف هولاند الصادق إزاء تأويل تصريحاته الأخيرة والمتعلقة بالأمن في الجزائر. وأكدت وكالة الأنباء الجزائرية نقلا عن مصدر رسمي اتصال الرئيس الفرنسى بالرئيس الجزائري دون الإفصاح عن فحوى الاتصال، الذي جاء عقب مزحة هولاند والمتعلقة بالأمن في الجزائر، وذلك بعد أن أعرب في بيان أصدره الإليزيه في نفس اليوم عن أسف هولاند الصادق إزاء تأويل تصريحاته الأخيرة حول الجزائر، أمام المجلس التمثيلي ليهود فرنسا بتصريح قال فيه أن وزير الداخلية مانويل فالس عاد من مهمته بالجزائر سالما معافى.وجاء في البيان أيضا أن الجميع يعرف الصداقة التي يكنها فرانسوا هولاند للجزائر واحترامه للشعب الجزائري كما أثبتت ذلك زيارة الدولة التي قام بها في ديسمبر من الستة الفارطة والخطابات التي ألقاها. وللتذكير كان وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة قد تلقى مكالمة هاتفية من نظيره الفرنسي لوران فابيوس، كما أكد لعمامرة أن التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند تعتبر تقليلا من قيمة الروح التي تلف العلاقات الجزائرية-الفرنسية، حيث صرح خلال ندوة صحفية انه من الواضح بان الأمر يتعلق بتقليل من قيمة الروح التي تلف علاقاتنا وكذا الواقع الذي يمكن للوفود الفرنسية وحتى الأخرى أن تلاحظه بخصوص الوضع الأمني في الجزائر. ومن جهته دعا رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية حقوق الإنسان وحمايتها فاروق قسنطيني الرئيس فرانسوا هولاند إلى الاعتذار عن التصريحات الإستفزازية في حق الجزائر، كما اعتبر التجمع الوطني الديمقراطي أن التصريحات التي أدلى بها مؤخرا الرئيس الفرنسي حول الأمن في الجزائر تنم عن حقد يحمله الفرنسيون للجزائريين وصرحت الناطقة الرسمية للتجمع الوطني الديمقراطي نوارة سعدية جعفر أن مثل هذه التصريحات رغم أنها لا تهز الشعب الجزائري لأنها تنم عن حقد يحملونه للجزائريين تمس بالعلاقات الجزائرية-الفرنسية التي تعرف تحسنا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، وأكدت أن هذه التصريحات ترجعنا إلى نقطة الصفر مضيفة أن هذا النوع من الاستفزازات لا توقف مسار الجزائر ولا تغير مبادئها انتقدت أحزاب سياسية فرنسية التصريحات غير اللائقة التي صدرت عن الرئيس فرانسوا هولاند. في هذا الصدد أدان رئيس الاتحاد من اجل حركة شعبية جون فرانسوا كوبي تصريحات هولاند معربا عن أسفه لزلة لسان الرئيس الفرنسي مضيفا انه لما يتعلق الأمر بموضوع باهمية علاقة فرنسابالجزائر فان المنصب الرئاسي لا يسمح بمثل هذا التصريحات غير اللائقة. اما الوزيرة السابقة في الاتحاد من اجل حركة شعبية فاليري بيكراس فقد وصفت في إحدى القنوات التلفزيونية تصريحات هولاند بالخرقاء سيما وأنها لا تليق برئيس جمهورية، فيما وصف احد مسؤولي حزب اليمين جوفري ديديي بغير اللائق والتهكم المقزز التصريحات التي صدرت عن رئيس الدولة الفرنسية مؤكدا أن الرئيس الفرنسي مطالب بتقديم الاعتذار للشعب الجزائري. من جانبه اكد احد رئيسي جبهة اليسار جون لوك ميلونشون أن النشوة الاحتفالية لمأدبة العشاء خلال حفل استقبال نظمه المجلس التمثيلي ليهود فرنسا، قد أثرت في هولاند لكن نحن الذين شعرنا بالغثيان.