في جلسة حميمية بجامعة الجزائر « 2« بالبناية الجديدة لمعهد علوم الإعلام و الإتصال استعرض نخبة من الإعلاميين أول أمس مؤلفاتهم ونشط الندوة كل من الإعلامي عثمان لحياني وكتابه «تونس...حالة ثورة.. محنة الديمقراطية والنجاح الممكن« والإعلامي والمبدع رشدي رضوان وكتابه «ريكسوس 1139 أيام قبل سقوط القذافي« كما تناولت الإعلامية بالتلفزيون صوريا بوعمامة فصول كتابها « أوراق لم تنشر بعد « ونشط اللقاء الإعلامي أحمد بن صبان وأثيرت خلالها قضية ضرورة الإنفتاح ودعم الدولة لقانون السمعي البصري وتوسيع هامش الحرية من أجل الارتقاء بالخدمة الإعلامية . وأشار الاعلامي عثمان لحياني بخصوص تفاصيل مؤلفه أن التجربة التونسية هي النموذج الناجح ضمن سلسلة ثورات الربيع العربي لما تمتلكه تونس من مقومات ومقتاييس الممارسة السياسية من أجل بناء دولة الديموقراطية ، ونظرا لما تتمتع به النتخبة السياسية التونسية ذات التقاليد من حس ثقافي ووعي سياسي كفيل بجعلها في مصاف الدول الديموقراطية رغم التجاذبات السياسية وأشار الإعلامي عثمان لحياني في سياقها ومن خلال ما تضمنه كتابه أن حركة النهضة وبحكم قربه من قادة هذا التيار ورموزها ورئيسها الشيخ راشد تمثل نموذج الحكم الإسلامي الناجح نظرا لتفتحها على التشكيلات السياسية الأخرى التي يتغذى بها الفضاء التونسي سياسيا حيث تقدم حسبه تقدم العديد من التنازلات في سيبل مصلحة تونس العليا ومن جهة أخرى أبدى المحاضر تخوفه من تصاعد وتيرة وحدة التيار الإسلامي المتطرف في تونس ممثلا في الجماعات السلفية التي أصبحت تلعب دور البوليس العمومي في بعض الأحياء التونسية ومدعمة بالسلاح الذي أصبح متوفرا بحكم الإنفلات الأمني والتوتر الحدودي الموجود في ليبيا وسيطرة وحيازة الجماعات المسلحة على كميات معتبرة من الأسلحة أصبح دخولها إلى تونس سهلا بسبب ضعف المراقبة الحدودية وأشار في غضونها الى المشاكل التي واجهها في تغطيته للثورة التونسية ، خاصة من طرف الشرطة بحكم النظام البوليسي المفروض من طرف الرئيس بن علي ، وهو ما شكل العديد من المضايقات له الذي حدث وان تم اعتقاله ومسح الصور الموجودة على آلة التصوير كما تعرض إلى مساءلة حول وجوده في تونس وعن الجدوى من زيارته ، أين رد هذا الأخير بأنه متواجد من اجل حفلة فنية حضرها فنانون جزائريون من جهته إستعرض الإعلامي رشدي رضوان تفاصيل كتابه « ريكسوس 39 11 « والذي يتطرق فيه إلى ظروف وملابسات تغطيته للثورة الليبية وتحدث عن تجربته تحت قصف قوات الناتو مشيرا إلى الصعوبات والعراقيل التي إعترضتهم خلال عودتهم من التغطية الإعلامية في ليبيا خاصة بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي والحساسية التي تعامل بها الثوار الليبيين ضد الجزائريين حيث روج أن الجزائريين يقفون في صف القذافي، وأشار رشدي رضوان أنه« لولا وجود إعلاميين أجانب ومن جنسيات غربية مختلفة معنا أثناء تنقلنا إلى الحدود الليبية التونسية لما كنا أحياء اليوم بحكم أن الثوار الذين أوقفونا في حاجز اعتبرونا أجانب وإلا لكنا اليوم في عداد الموتى« وعبر عن سعادته بهذه التجربة التي تصقل التجربة وتطرق إلى حواراته التي أجراها مع نخبة من قيادات نظام معمر القذافي ، وتناولت الإعلامية المتألقة في التلفزيون الجزائري صوريا بوعمامة التي أصدرت كتابا بعنوان « أوراق لم تنشر بعد « تجربتها الأولى في عالم الكتابة وفصلت في مرحلة العشرية السوداء والإرهاب الدموي في تسعينيات القرن الماضي وما تعرض له الإعلاميون الجزائريون من مضايقات وتصفيات جسدية وتنكيل بهم وكانوا قربانا للديمقراطية والحرية وتأسف الإعلامية صورايا بوعمامة لتأخرها نوعا ما في إصدار الكتاب ولم يكن لديها الدافع لذلك ولكن هذه السنة وجدت المناخ ملائما فقامت بإصدار هذا الكتاب والذي تعتبره عصارة تجربتها في التلفزيون الجزائري خاصة سنوات التسعينيات والتضحيات الكبيرة التي قدمتها للتلفزيون الجزائري رفقة جيل من الصحفيين الذين طال العديد منهم همجية الإرهاب.