تراهن منشورات المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار، حسب مديرتها سميرة قبلي، على فتح الأبواب لمختلف الأصوات التعبيرية في ربوع الجزائر، دون إقصاء أو تمييز. وقالت المديرة في ندوة صحفية البارحة، إن التشكيلة التي ستدخل بها "أناب" لصالون الكتاب في دورته ال 18 هي بداية لمشروع واسع الأفق يعني بشتى الأنواع الأدبية والإبداعية والبحثية. خمس سلاسل إبداعية تم تركيبها بمكاتب "أناب للنشر"، أعطت في النهاية 40 عنوانا جديدا يضاف إلى "كاتالوغ" هذه الدار. بداية مع "سلسلة "نحن الشعر" بمجموع تسعة عناوين لأصوات شعرية شابة معروفة في الساحة الوطنية على غرار عفاف فنوح "إنا للحب راجعون"، رابح ظريف "وجهي الذي لا يراني"، رشدي رضوان "33"، يوسف بعلوج "ديناميت"، هيثم سعدي "عندما يذبل الماء"، نصر الدين حديد "رجل بربطتي عنق"، عاشور فني "أخيرا.. أحدثكم عن سماواته"، محمد عبدون "رغوة الوقت". أما سلسلة "نزلة سرد" مخصصة لستة أصوات روائية جزائرية "تشترك في الهاجس وتختلف في المنوال" - كما جاء في مطوية دار النشر - ويتعلق الأمر ب: "ندبة الهلالي" لعبد الرزاق بوكبة، "في رواية أخرى" لعلاوة حاجي، "نورس باشا" لهاجر قويدري، "كتاب الخطايا" لسعيد خطيبي، "مخاض" لخيرة بوتخيل. هذه الأخيرة التي علقت عنها قبلي بالقول: "هي صوت روائي جديد لأول مرة ينشر عملا لها، وهي قلم من ولاية داخلية، إيمانا منا بأن منشوراتنا مفتوحة لكل التجارب القديمة منها والحديثة، دون منطق إقصاء أو حساب جهوي". "خطوات ترى" هي أيضا سلسلة تعنى بالشهادات، بينما "المعيار" هي مجموعة كتب لتحليل الظواهر الملحة، نذكر منها: "مدخل لدراسة الهيكلة الجديدة للعالم" لمحمد العربي ولد خليفة، "أعلام ومواقف في ذاكرة الأمة" لعبد الرزاق قسوم، "وداعا فيتنام أهلا يا جزائر" لمحمد عباس، ناهيك عن كتابات حميد عبد القادر "أسفار الزمن البهي"، صوريا بوعمامة "أوراق لم تكن للنشر"، وأخرى مرتبطة بنشاط إعلاميين في مواكبتهم للثورات العربية على غرار فتيحة زماموش وعثمان لحياني (ثورة الياسمين). قامت سميرة قبلي، منذ توليها منصب إدارة منشورات "أناب" بفتح المجال لأقلام أدبية بالدرجة الأولى، ملاحظة سجلها الصحفيون وبررتها هي بالقول: "التوجه للأدب هذه المرة لا يعني إقصاء للأنواع الأخرى، بل هو استجابة لعرض وصلني من كتاب لا يمكنني رفضهم، كما أن الأدب في رفوف المؤسسة حاضر منذ سنوات في كتب أحلام مستغانمي ورشيد بوجدرة، صحيح أن التشكيلة التي سندخل بها سيلا 2013 هي أدبية لكن هي فقط بداية لمشروع واسع الأفق لعناوين أخرى بمواضيع ولغات متنوعة". مؤكدة في السياق ذاته، أن عملها كمديرة نشر يعنى بكل أنواع الكتابات وليس بجنس واحد على حساب آخر، مشيرة إلى تنصيب لجنة قراءة مستقلة تختار: "ليست هناك مواضيع ممنوعة للنشر عندنا، والمحظور عندنا هو نفسه المحظور في كل دور النشر الجزائرية"، في ردها على إمكانية وجود انتقاء بحكم مسبق للأقلام الكاتبة. سميرة قبلي المديرة، اختتمت لقاءها بالصحافة الوطنية بالتأكيد على مراعاة القدرة الشرائية للقارئ الجزائري، حيث لن تبلغ أسعار منشورات "أناب" عتبة المعقول والمقدور عليه. فيما اعترفت بوجود إشكال في توزيع الكتب، وأعلنت أنها ستسهر على أن يصل كل عنوان إلى أكبر قدر من المكتبات العمومية والخاصة.