أعطى الوزير الأول عبد المالك سلال، مجموعة من التعليمات من شأنها تغطية الطلب المتزايد على مادة الحليب، من خلال إصدار قرار يقضي برفع الإنتاج الوطني لهذه المادة المدعّمة من قبل الدولة، وكذا ضمان توفير ما أسماه »مخزون كاف من طرف الديوان المهني للحليب ومشتقاته«. تسعى الحكومة إلى وضع آليات خاصة للحد من الندرة التي تشهدها مادة الحليب بالسوق الوطنية والتي ارتفعت نسبة الطلب عليها في الآونة الأخيرة بالنظر إلى الارتفاع الكبير في سعر بعض المنتجات المصنوعة من هذه المادة الأساسية، ولقد قدم بغض إطارات وزارة التجارة خلال ندوة صحفية نشطت أمس بمقر الوزارة، ملخصا لنتائج التحقيق الذي فتحته المصالح الوزارية في الفترة الأخيرة لاستقصاء أسباب ما أصبح يعرف ب»أزمة الحليب«. وقبل تقديم نتائج التحقيق، كشف مسؤولون بوزارة التجارة، عن تعليمة وزارية أصدرها الوزير الأول عبد المالك سلال تقضي ب» دعم طاقات الإنتاج الوطنية من مادة الحليب ورفع إنتاج حليب الأكياس المدعم بغرض سد الطلب الإضافي على هذه المادة واسعة الاستهلاك«، كما أعلن المدير العام لضبط النشاطات وتنظيمها بوزارة التجارة عبد العزيز ايت عبد الرحمان سلال أمر بزيادة إنتاج حليب الأكياس المبستر عن طريق رفع حصص المادة الأولية المقدمة للمنتجين بغرض سد الطلب الإضافي، مشددا على ضرورة »تشجيع وتفعيل فرع الحليب وتحسين جمع الحليب الطازج ودعم طاقات الإنتاج الوطنية عن طريق إعادة تأهيل فرع الحليب ووضع مخزون كاف من طرف الديوان المهني للحليب ومشتقاته«. وفي إطار مساعي الدولة للتصدي لأي محاولة للغش، وجه الوزير الأول تعليمات لمصالح الرقابة بوزارة التجارة أمر من خلالها بأن تكون بالمرصاد لأي محاولة لتحويل الغبرة المدعمة لإنتاج الحليب إلى صنع منتوجات أخرى«. وفيما يتعلّق بموضوع الندوة الصحفية والتي خصصت بالأساس لعرض نتائج التحقيق الذي فتحته وزارة التجارة الأسبوع المنصرم بأمر من وزير التجارة مصطفى بن بادة، كشف المدير العام للرقابة الاقتصادية وقمع الغش عبد الحميد بوكحنون أن نتائج التحقيق الذي شمل 133 ملبنة ضمن 136 ملبنة تستفيد من دعم الديوان المهني للحليب ومشتقاته أظهرت أن سبب التذبذب راجع إلى الضغط على العرض نظرا للطلب الكبير، مضيفا أن المستهلكين الذين كانوا يستهلكون حليب العلب المصنوعة من الكرتون توجهوا -بسبب الارتفاع المسجل في سعرها- نحو حليب الأكياس المبستر. من جهة أخرى، أرجع المسؤولان بوزارة التجارة سبب ارتفاع أسعار الحليب المعبأ في العلب المصنوعة من الكرتون وارتفاع أسعار مشتقات الحليب بصفة عامة إلى الارتفاع الذي تشهده أسعار مسحوق الحليب في الأسواق العالمية، موضحان أن ثلاث عوامل أساسية تسببت في دفع هذه الأسعار نحو الارتفاع تم تلخيصها في تراجع إنتاج زلندا الجديدة التي تعد أحد اكبر مموني السوق الدولية بسبب الجفاف الذي ضربها وكذا الاضطرابات الجوية التي مست شمال أوروبا وأمريكا إضافة إلى ارتفاع استهلاك هذه المادة خاصة من طرف الصين التي استوردت حوالي مليون و200 ألف طن في 2013 مقابل 500 ألف طن في .2012 وعلى الصعيد الداخلي، قال المسؤولان بوزارة التجارة إن 24 وحدة إنتاج ضمن 133 التي شملها التحقيق قامت برفع أسعار مختلف هذه المواد التي عرفت ارتفاعات تراوحت بين 1دج إلى 30دج، فيما استبعد بوكحنون أن يكون تحويل غبرة الحليب المدعم لصنع مشتقات أخرى أو ما وصفه ب»الصراع« القائم بين عمال وإدارة المجمع العمومي للحليب ببئر خادم والذي يغطي 60 % من حاجيات العاصمة وحدها وراء الاضطرابات التي تشهدها سوق الحليب.