أكد مسؤولون بوزارة التجارة اليوم السبت بالجزائر أن الوزير الأول عبد المالك سلال أصدر قرارا يقضي بدعم طاقات الانتاج الوطنية من مادة الحليب ورفع انتاج حليب الأكياس المدعم بغرض سد الطلب الاضافي على هذه المادة الواسعة الاستهلاك. وأفاد المدير العام لضبط النشاطات وتنظيمها بوزارة التجارة عبد العزيز ايت عبد الرحمان خلال ندوة صحفية أن الوزير الأول "أمر بزيادة انتاج حليب الأكياس المبستر عن طريق رفع حصص المادة الأولية المقدمة للمنتجين بغرض سد الطلب الاضافي". وأضاف ذات المسؤول أن السيد سلال أمر كذلك "بتشجيع وتفعيل فرع الحليب وتحسين جمع الحليب الطازج ودعم طاقات الانتاج الوطنية عن طريق اعادة تاهيل فرع الحليب ووضع مخزون كاف من طرف الديوان المهني للحليب و مشتقاته". كما وجه تعليمات لمصالح الرقابة بوزارة التجارة "لتكون بالمرصاد لاي محاولة لتحويل الغبرة المدعمة لانتاج الحليب الى صنع منتوجات أخرى". وقد نظم السيد ايت عبد الرحمان رفقة المدير العام للرقابة الاقتصادية وقمع الغش عبد الحميد بوكحنون ندوة صحفية خصصت لعرض نتائج التحقيق الذي باشرته وزارة التجارة الأسبوع المنصرم بغرض تحديد الاسباب الحقيقية وراء الاضطراب في توزيع حليب الأكياس. وتشهد عدة مناطق من الوطن منها الجزائر العاصمة منذ أسابيع اضطرابا في توزيع حليب الأكياس المبستر بالموازاة مع ارتفاع في اسعار العديد من مشتقات الحليب. وكان وزير التجارة مصطفى بن بادة قد أعلن يوم الخميس المنصرم أنه تقرر—باقتراح من وزارة التجارة— رفع انتاج حليب الأكياس المبسترعلى مستوى بعض الملبنات لاسيما في المناطق التي شهدت تذبذبات في التوزيع مؤكدا أن دعم الدولة لهذه المادة الواسعة الاستهلاك سيستمر. دعم الدولة لغبرة الحليب يقدر ب 30 مليار دينار في 2013 وبلغت قيمة دعم الدولة لغبرة الحليب الموجهة لانتاج الحليب المبستر المدعم (25دج/ل) 30 مليار دينار في 2013 اي بزيادة قدرها 38ر15% مقارنة ب2012 (26 ملياردج) وبارتفاع قدره 44ر22% مقارنة ب 2011 (5ر24 مليار دج) بحسب أرقام قدمها السيد ايت عبد الرحمان. وقد بلغ انتاج الملبنات من حليب الاكياس المبستر خلال العام المنصرم 5ر1 مليار لتر 850 مليون منها تنتجها الوحدات العمومية. ومن جهته أكد السيد بوكحنون أن نتائج التحقيق (لتحديد أسباب اضطراب سوق الحليب) والذي شمل 133 ملبنة ضمن 136 ملبنة تستفيد من دعم الديوان المهني للحليب و مشتقاته أظهرت أن سبب التذبذب راجع الى "ضغط" على العرض نظرا للطلب "الكبير" مشيرا الى أن حليب الأكياس "متوفر ولا يمكننا الحديث عن ندرة". وحسب هذا المسؤول فان المستهلكين الذين كانوا يستهلكون حليب العلب المصنوعة من الكرتون توجهوا -بسبب الارتفاع المسجل في سعرها- نحو حليب الأكياس المبستر. وأرجع المسؤولان بوزارة التجارة سبب ارتفاع أسعار الحليب المعبأ في العلب المصنوعة من الكرتون وارتفاع اسعار مشتقات الحليب بصفة عامة الى الارتفاع الذي تشهده أسعار مسحوق الحليب في الأسواق العالمية. وشهدت أسعار مسحوق الحليب بداية من سبتمبر 2013 ارتفاعا محسوسا في الأسواق الدولية حيث سجلت خلال هذا الشهر ارتفاعا قدرب 32% (مقارنة بسبتمبر 2012) وب18% في اكتوبر وب43% في شهر نوفمبر فيما ارتفعت بحوالي 50 % في ديسمبر. وتسببت ثلاث عوامل اساسية في دفع هذه الاسعار نحو الارتفع هي تراجع انتاج زلندا الجديدة -أحد اكبر مموني السوق الدولية- بسبب الجفاف الذي ضربها وكذا الاضطرابات الجوية التي مست شمال اوروبا وامريكا اضافة الى ارتفاع استهلاك هذه المادة خاصة من طرف الصين التي استوردت حوالي مليون و 200 الف طن في 2013 مقابل 500 الف طن في 2012. وقامت 24 وحدة انتاج ضمن 133 التي شملها التحقيق برفع أسعار مختلف هذه المواد التي عرفت ارتفاعات تراوحت بين 1دج الى 30دج. واستبعد السيد بوكحنون أن يكون تحويل غبرة الحليب المدعم لصنع مشتقات أخرى أو "الصراع" القائم بين عمال وادارة المجمع العمومي للحليب ببئر خادم والذي يغطي 60 % من حاجيات العاصمة وحدها وراء الاضطرابات التي تشهدها سوق الحليب. وفي المقابل ذكر أن التحقيق الذي اجرته وزارة التجارة في 2012 لذات الغرض اثبت فعلا أن 43 وحدة انتاج خاصة كانت تقوم بتحويل الغبرة المدعمة في صنع منتجات اخرى غير حليب الاكياس.