تم أول أمس التوقيع على وثيقة آجال تسليم المشاريع من طرف مكاتب الدراسات و مؤسسات الإنجاز بحضور وزيرة الثقافة خليدة تومي التي شددت على الشركاء الأجانب المكلفين بترميم و إنشاء المشاريع الثقافية على ان يكون العمل قاعدة 51/46 بالمائة، مع الأولوية في توظيف الشباب الجزائري، و فندت الوزيرة على ما روجته بعض الأحزاب السياسية الحديثة حول قرار إلغاء تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية ، بأنه لم يتم يوما حل اللجان الوطنية أو تجميد ميزانية أي تظاهرة ثقافية ، رافعة التحدي لإنجاح هذه التظاهرة و بكل المقاييس. وقفت وزيرة الثقافة خليدة تومي أول أمس على العرض التقييمي للمشاريع المسجلة للتظاهرة الثقافية قدمها مدير الوكالة الوطنية لمتابعة المشاريع الثقافية و المدير المركزي للتجهيزات الثقافية على مستوى الوزارة، و طالبت تومي من مكاتب الدراسات و الشركات العمل بشفافية و الكشف عن المشاكل والعوائق التي يمكن معالجتها في أقرب وقت و التنسيق في المهام، خاصة بالنسبة للمشاريع الكبرى مثل إنشاء المتاحف و المسارح التي ما تزال الجزائر تفتقر الى اليد الفنية المتخصصة، و التي تحتاج الى فضاءات مناسبة لها ، أي في وسط المدينة و ليس على أطرافها ، حيث أعطت الوزيرة قرار توقيف الأشغال القائمة ببلديتي عين عبيد و زيغود يوسف، في إشارتها بالقول أن المنشآت الثقافية هي منشآت جوارية، و لهذا لا يمكن إنشاء قصر أو متحف أو مسرح في منطقة معزولة، و يلاحظ أن زيارة وزيرة الثقافة المتكررة الى ولاية قسنطينة أثمرت بانطلاق المشاريع، بعدما تم تعيين الشركات المكلفة بالأشغال, و أخد بعين الاعتبار كل العوائق الموجودة و رفعها مثل البنايات التي ما تزال مستغلة بالسكان في المدينة القديمة السويقة، و كذلك الفنادق و الحمامات المستغلة و انتشار التجارة الفوضوية. و تتميز تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية حسب الوزيرة بأن كل المشاريع تتم بشراكة أجنبية عكس تظاهرة تلمسان، وهذا لكون قسنطينة مدينة لها خصوصياتها الجغرافية و التاريخية و تتطلب خبرات فنية متخصصة، خاصة فيما يتعلق بترميم المواقع الأثرية و المعالم المحمية و المصنفة ( ماسينيسا، تيديس ، مركب سيدي محمد لغراب، الزوايا ، المساجد و كذلك الفنادق و القصور التي تحمل النقوشات و الرسومات الجدارية ( الموزاييك) ، مثلما هو الشان بالنسبة لقصر أحمد باي الذي تطلب استدعاء خبراء أجانب متخصصين في فن الموزاييك و النقوشات الجدارية ( polychromic)، حيث سيتم بالتعاون مع الجامعة تكوين طلبة الفنون الجميلة لترميم هذه البنايات، و للتذكير فإن وزارة الثقافة برمجت 19 مشروعا جديدا لهذه التظاهرة، و ترميم 06 قاعات سينما، إلى جانب 74 مشروع ترميم التراث، هذه المشاريع تطلبت توقيع 74 اتفاقية تراث و 25 اتفاقية للإنجازات الأخرى، و أكدت تومي أن كل مؤسسات الدولة مشتركة في هذه المشاريع من مكاتب الدراسات الوطنية، مديرية السكن، الأشغال العمومية ، الدائرة الأثرية بما مصلحة تسيير الميزانيات. و أكدت وزيرة الثقافة في ندوة صحفية نشطتها أول أمس الخميس أنه يمكن أن نتأخر بشهر أو شهرين ، لكن المهم و الأساس أننا سنكسب مؤسسات ثقافية قوية و دائمة ، النقطة السوداء التي رفعتها الوزيرة هي ضعف المردودية بالنسبة لمسرح الهواء الطلق الواقع بحي زواغي، كونه لا يعمل إلا مدة ستة أشهر لا أكثر و يتوقف في الفصول الممطرة، وكان اقتراح الوزيرة تخصيص مؤسسة متخصصة لتغطيته و هذا من شأنه أن يضاعف من نشاطاته على مدار السنة و رفع مردوديته، على أن يكون جاهزا في شهر ماي المقبل، كذلك بالنسبة لترميم المعالم التاريخية المحمية مثل المدينة القديمة السويقة التي تحمل شواهد تاريخية و قيم حضارية، حيث تتواصل العملية وفق المخطط الخاص بحماية الموروث الثقافي.