تتجه جبهة القوى الاشتراكية نحو خيار المشاركة في الرئاسيات المقبلة، ويتضح ذلك من خلال المواقف التي عبرت عنها قيادة الحزب التي لم تعلن مقاطعتها لهذا الاستحقاق، خاصة وأن الأفافاس كان من أشدّ المعارضين وأبرز الغائبين عن المواعيد الانتخابية الماضية، مما يؤشر إلى أنه لا يريد أن يتخذ قرارا راديكاليا مسبقا تجاه هذا الاستحقاق المصيري. رغم أن قيادة حزب جبهة القوى الاشتراكية لا تزال في »حالة ترقب« بشأن موقفها من المشاركة في رئاسيات 17 أفريل القادم أو من عدمها، وذلك قبل أكثر من شهر عن إغلاق باب الترشيحات، غير أنه يبدو أن الأفافاس لا يريد ركوب موجة مقاطعة الرئاسيات، التي دعت إليها بعض أحزاب المعارضة في صورة »حمس« و»الأرسيدي« وقبلهما رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله. وكانت بعض المصادر قد أشارت إلى أن الأفافاس »يريد عقد صفقة مع السلطة بشأن مشاركته في الرئاسيات«، قبل أن تصدر قيادة الحزب بيانا تكذب فيه هذه التصريحات، التي نقلت عن السكريتير الأول بشأن دخول الحزب في مفاوضات مع النظام تخص الوضع السياسي، وقال بيان للحزب أن الأمين الأول للحزب أحمد بطاطاش الذي كان يلقي كلمة في افتتاح أشغال المجلس الفدرالي لبجاية، السبت الماضي لم يؤكد أبدا إجراء مفاوضات مع السلطة كما أنه لم يقل أن الحزب سيقوم بمفاوضات معه«. ورغم أنه لحد الساعة لم يتخذ الأفافاس موقفا واضحا بشأن رئاسيات ,2014 إلا أن كل المؤشرات تدل على أنه سيكون حاضرا خلال هذا الموعد، سواء بتقديم مرشحه أو بدعم مرشح آخر خاصة وأن فترة سحب ملفات الترشح وجمع التوقيعات من مبنى الداخلية والتي حددها الدستور ب 45 يوما ابتداء من استدعاء الهيئة الناخبة لم تنته بعد. وما يعزز طرح مشاركة جبهة القوى الاشتراكية في الرئاسيات المقبلة هو الأزمة التي يعيشها أقدم حزب معارض في الجزائر والتي لم يعهدها منذ تأسيسه، بعد أن شهد نزيفا حادا وانشقاقات في صفوفه، بسبب ما وصفه معرضو بطاطاش بعد أن عرف استقالة جماعية لمناضيله قادها البرلماني »خالد تازغارت«. وفي ذات الشأن ذكرت بعض المصادر الإعلامية أن عدد المنشقين عن قيادة جبهة القوى الاشتراكية برئاسة أحمد بطاطاش فاق 200 مناضل بينهم إطارات ومنتخبون محليون، بحجة أن الحزب حاد عن مبادئه التي رسمها مؤسس الأفافاس الدّا حسين، غير أن السبب الرئيس يعود إلى المواقف المعتدلة التي أصبحت سمة الأفافاس منذ تشريعيات 2002 والتي قرر حينها المشاركة فيها وفاز بعدد من المقاعد البرلمانية، بعد أن كان الحزب من أشد المعارضين للمواعيد الانتخابية وأكثرهم دعوة لمقاطعتها.