سيكرّم أيقونة الأغنية الأمازيغية في الجزائر، المرحوم شريف خدام يوم الأحد المقبل 9 مارس، بحفل فني تحييه مجموعة من الفنانين بقاعة »ابن زيدون« بديوان رياض الفتح في الجزائر العاصمة، من قبل وزارة الثقافة وتحت إشراف الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة التي أصدرت ألبوما يجمع أغانيه الخالدة. بالمناسبة ، سينشط الحفل عدد من الأسماء الساطعة في سماء الأغنية القبائلية، على غرار المطرب أكلي يحياتن، فريد فراقي، ابراهيم الطيب ونوارة، إلى جانب المطربة مليكة دومران ،ومجموعة من الأصوات الشابة الواعدة، الحفل سيكون تكريما لروح شريف خدام الملقب أيضا ب»موزار شمال إفريقيا«. يُعتبر شريف خدام أحد رمزا من رموز الإبداع القبائلي المحلي بحيث أعطاه بعدا عالميا تجوب فيه الألحان الكلمات العذبة الجميلة التي تنسج خيوطا قبائلية رائعة، وعمل الراحل لأكثر من خمسة عقود على تطوير الأغنية المحلية ورفعها إلى مصاف الموسيقى الكلاسيكية، كما أبدع بكلماته الراقية في تقديم أجمل الأغاني التي يتغنى بها الكثيرون. ولد صاحب رائعة »الدزاير إن شا الله أتحلوظ« المغني، الشاعر والملحن في الفاتح من جانفي عام 1927 بقرية آيت بومسعود ولاية تيزي وزو، عرف بأدائه للأغنية الوطنية الداعية للوحدة وحب الوطن، ويعد من أكثر المطربين شعبية واحتراما على الصعيدين الوطني والخارجي، رغم غربته الطويلة في فرنسا، فتألق بإنتمائه لوطنه وأمازيغيته، له عدة ألبومات أصدرها منذ الاستقلال، أشهرها ألبومه »دزاير ثمورثيو«. هاجر إلى فرنسا في سن الخامسة عشرة، حيث اشتغل في وحدة للسباكة، ثم عاملا في ورشة للبناء، قبل أن ينطلق في عالم الغناء بالمقاهي الباريسية، ليؤلف أول أغنية له بعنوان »إيليس نتمورثيو« عام ,1955 بعد أن تعلّم المبادئ الأولية للموسيقى على يد الموسيقار محمد جاموسي. بعدها عاد شريف خدام مباشرة بعد الاستقلال إلى أرض الوطن، ليشرف ولسنوات عديدة على حصة بالقناة الإذاعية الثانية الناطقة بالأمازيغية بعنوان »إشنايان أوزكا«، وهو البرنامج الذي ساهم من خلاله في اكتشاف العديد من المواهب التي صارت بعدها رائدة في مجال الغناء، كما ألهم العديد من الأسماء التي سطعت في سماء الأغنية القبائلية، على غرار إيدير وآيت منقلات. توفي الفقيد يوم 23 يناير 2012 بباريس ونقل جثمانه إلى مسقط رأسه بتيزي وزو عن عمر يناهز 85 سنة، بعد مرض ألزمه الفراش، وبرحيله فقدت الأغنية القبائلية أحد أبرز أعمدتها، ترك وراءه إرثا كبيرا في مجال الأغنية الملتزمة التي تبقى راسخة في أذهان الكثيرون رغم أن المبدع غائب عنا ولكن إبداعاته ما تزال خالدة في الإرث القبائلي