توفي المغني القبائلي المعروف شريف خدام مساء أمس الإثنين بأحد مستشفيات العاصمة الفرنسية باريس، عن عمر يناهز 85 سنة، وذلك بعد مرض ألزمه الفراش. شريف خدام من مواليد الفاتح جانفي 1927 بقرية بومسعود في بلدية إفرحونان بولاية تيزي وزو، وقد هاجر إلى فرنسا في سن الخامسة عشر، حيث اشتغل بوحدة للسباكة ثم عامل في ورشة للبناء، قبل أن ينطلق في عالم الغناء بالمقاهي الباريسية، ليؤلف أول أغنية له بعنوان ''ايليس نتمورثيو'' (يا بنت بلدي) وذلك عام 1955، بعد أن تعلم المبادىء الأولية للموسيقى على يد الموسيقار محمد جاموسي. وقد عاد شريف خدام مباشرة بعد الاستقلال إلى أرض الوطن، ليشرف ولسنوات عديدة على حصة بالقناة الإذاعية الثانية الناطقة بالأمازيغية بعنوان ''إشنايان أوزكا أو ''مغنو الغد''، وهو البرنامج الذي ساهم من خلاله في اكتشاف العديد من المواهب التي صارت بعدها رائدة في مجال الغناء، كما ألهم العديد من الأسماء التي سطعت في سماء الأغنية القبائلية مثل إيدير وآيت منفلات. وقد خلف شريف خدام رصيدا كبيرا في الأغنية القبائلية، حيث غنى عن الحب والغربة، مثلما عرف الفقيد بأغانيه الوطنية أبرزها أغنية بعنوان ''الجزاير إن شا الله أتسحلوظ'' (يا جزائر إن شاء الله ستشفى) وهي الأغنية التي يمجد فيها الجزائر ويؤكد من خلالها التمسك بالوطن. وبرحيل شريف خدام تكون الأغنية القبائلية قد فقدت أحد أبرز أعمدتها، الذي ترك وراءه إرثا كبيرا في مجال الأغنية الملتزمة.