كشفت مصادر ل »صوت الأحرار« عن أن وزير التربية الوطنية عبد اللطيف بابا أحمد أنهى مهام عبد المجيد هدواس كرئيس للديوان، ويُتوقع تعويضه بمحمد إيدار، الذي شغل لسنوات منصب مدير المعهد الوطني للبحث في التربية، وأنهى في نفس الوقت مهام فيصل حفاف مدير الإعلام والاتصال بالوزارة، في انتظار أن يعين مكانه شخصا آخر، ويأتي هذين التغييرين مباشرة عقب الإضراب الأخير، الذي يبدو أنهما أخفقا في التعامل معه ومع النقابات المؤطرة له، وقالت مصادرنا في نفس الوقت أن بابا أحمد سيقوم خلال الأيام القليلة القادمة بتعيين وتنصيب مديري التربية الثلاث للعاصمة، مع تحويل مدير التربية بجيجل إلى ولاية سطيف، وأمين عام مديرية هذه الولاية إلى جيجل. كشفت أمس مصادر مطلعة ل »صوت الأحرار« أن وزير التربية الوطنية عبد اللطيف بابا أحمد أنهى منذ حوالي أسبوع مهامّ عبد المجيد هدواس كرئيس للديوان، حتى وإن كان مازال يمارس نفس المهام بأمر من الوزير إلى أن يُعيّن شخص آخر مكانه، ويجري الحديث حاليا عن استخلافه بمحمد إيدار المدير السابق للمعهد الوطني للبحث في التربية ، وقالت مصادرنا أيضا أن الوزير أنهى مهام المدير المكلف بالإعلام في الوزارة فيصل حفاف، ويُعتقد حسب نفس المصادر أن هذا الأخير عُوّض بآخر، ولم يلتحق بعد بمنصبه. وأوضحت نفس المصادر أن وزير التربية عبد اللطيف بابا أحمد كان اتخذ هذين القرارين منذ حوالي أسبوع، ويُنتظر أن تصدرهما وزارة التربية في العدد رقم 7 ، المرتقب هذه الأيام من الجريدة الرسمية. وهو ما جعل أحد هذه المصادر يِؤكد لنا أن هذين القرارين كانا اتخذا منذ حوالي شهر. وقالت مصادرنا أن هذا يعني أن الوزير كان انتهى إلى هذين القرارين خلال الإضراب الأخير، الذي لجأت إليه نقابتي »إينباف« و »سناباست« يوم 26 جانفي الماضي، والتحقت بهما فيما بعد نقابة »كناباست«. وأسباب ذلك تعود وبالدرجة الأولى إلى التشنجات الكبيرة التي سُجلت بين هذين المسؤولين والقيادات النقابية المضربة، ولاسيما منها المشاحنات وحالة النرفزة التي انتهت إلى تسجيل مواقف محددة، رأى الوزير ومن ساعدوه في إيجاد الحل الذي انتهى إليه الإضراب على مستوى الوزارة الأولى والوظيفة العمومية أنها مواقف ما كان لها أن تكون على مستوى وزارة هي أصلا اسمها وزارة التربية. ومن دون أن نغرق في التفاصيل المسرودة في هذا الشأن، فإن قيادات من نقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين تلقفت هذا الخبر بارتياح مشُوب بنوع من التحفظ وعدم التسرع بشأنه، وقالت عنه بعضها أن هذين القرارين هما قرارين إيجابيين، وهي تعتقد أن عبد المجيد هدواس »لم يُثبت كفاءته في التعامل مع واقع الحال، وعجز عن مواكبة العمل النقابي، والتحاور مع أصحابة باحترام وتحضر، وظنّ خطأ أن الأمور مرتبطة به وتستهدفه كشخص، في حين أنه ما كان يجب عليه أن يتصرف بهذا المنطق مع النقابات«. وفي اتجاه آخر رأت قيادات نقابية أخرى أن »تسيير وزارة التربية بهذا النوع من عدم الاستقرار في المناصب التنفيذية لن يفيد القطاع في شيء، وأن النزيف المتواصل الذي تعيشه الوزارة والمنظومة لا يضمن الاستقرار، وعدم الاستقرار لا يبني منظومة تربوية قوية«. وأضافت مصادرنا: »وللأسف حتى حينما يحدث التعويض على مستوى الوزارة والهيئات التابعة لها يُستبدل فيه الأشخاص الذين كانوا يعرفون بجهد 90 بالمائة، بمن لا يقوون إلا على بذل 50 بالمائة فقط ، وهذا ما يؤثّرُ سلبا على صيرورة المنظومة التربوية والوزارة«. ونفس المصادر النقابية انتقدت الفراغات المسجلة في المناصب التنفيذية القيادية على مستوى وزارة التربية نفسها، وعلى مستوى مديريات التربية، وضربت المثل على ما تقول بالفراغات المسجلة على مستوى منصب الأمين العام للوزارة، ومدير الديوان، الذي هو حتى بالنسبة لعبد المجيد هدواس كان مجرد تكليف، وهذا أمر غير طبيعي في نظر مُحدثينا. ونفس الشيء وفق ما أضافت مصادرنا حاصل ومسجل على مستوى مديريات التربية، ذلك أن عددا كبيرا منهم هم يسيرون مديرياتهم بصفة التكليف، لا بصفة المسؤولين المُعيّنين المُرسّمين ، واستدلت على ما تقول بمديريات التربية الثلاث لولاية الجزائر العاصمة، التي قالت عنها أنها منذ مدة ليست بالقصيرة وهي تُسيّر بالتكليف، وليس لها مديرون مُعيّنون رسميا. وقالت بهذا الخصوص »إنه ينتظر أن يتم هذه الأيام تنصيب مُديرين جدد عليها هذه الأيام، وعلى أن يُعيّن مدير التربية للبويرة على رأس مديرية الجزائر وسط ، ومدير التربية لتيزي وزو على رأس مديرية الجزائر شرق، ومديرة بومرداس على رأس مديرية الجزائر غرب. وعلى أن يُحول أمين عام مديرية سطيف إلى مديرية ولاية جيجل، ومدير هذه الأخيرة يُحول إلى مديرية ولاية سطيف.