كشف أمس رئيس ديوان وزير التربية الوطنية هدواس عبد المجيد أن »الدروس الضائعة جراء الإضراب الأخير لأساتذة التعليم بأطواره الثلاثة سيتمّ استدراكها، وفق برنامج خاص بكل مؤسسة تربوية مسّها الإضراب«، مقابل ما تمّ تحقيقه من مطالب، وفي مقدمتها إعادة إدماج أستاذ الإنجليزية، وعضو المجلس الوطني بالبويرة العيدي محمد إلى منصب عمله، وهو ما تمّ أمس تبعا لما نص عليه الاتفاق المبرم بين وزير التربية الوطنية عبد اللطيف بابا أحمد وقيادة نقابة »كناباست« يوم الاثنين الماضي، وبناء عليه استبعد هدواس لجوء الوزارة إلى تحديد »عتبة الدروس« وفق ما كان عليه الحال في سنوات سابقة. أوضح أمس رئيس ديوان وزير التربية الوطنية هدواس عبد المجيد لدى نزوله ضيفا على القناة الأولى للإذاعة الوطنية أن الدروس الضائعة بسبب الإضراب الوطني الذي شنته نقابة »كناباست« على مدى أسبوعين سيتمّ تعويضها من قبل الأساتذة وفق برامج زمنية خاصة بكل مؤسسة تربوية. وقال هدواس: »إن الاتفاق المبدئي الذي تم التوصل إليه يوم الاثنين الماضي بين الوزارة ونقابة »كناباست« نصّ على أن يتمّ تعويض الدروس الضائعة بناء على برنامج خاص بكل مؤسسة تربوية مسّها الإضراب، وعلى أن يتعهد كل أستاذ كان في حالة إضراب بتعويض الدروس، تبعا للإمكانيات المتاحة، كأن تُعوض الدروس في بعض أيام من عطلة الخريف، أو عطلة الشتاء، وأيام السبت، ولكل مؤسسة الحرية في اتباع ما تراه مناسبا لها«. وعن الإضراب الذي استغرق أسبوعين، أوضح هدواس، أنه لم يمس كل المؤسسات التربوية، الأمر الذي يجعل وفق ما يرى الوضعية تختلف من مؤسسة إلى أخرى، ومن ولاية إلى أخرى، وحتى داخل المؤسسة نفسها فإن الوضعية تختلف بين أستاذ كان مضربا وآخر لم يُضرب«. وفي هذا السياق ذكر من جديد بأن »مصلحة التلميذ فوق كل اعتبار لدى الدولة والحكومة«، مُقللا ممّا تمّ تداوله من تضخيم بشأن آثار الإضراب على سير الدراسة، حيث قال بأن »الإضراب كان محدودا نسبيا، وبالإمكان استدراك آثاره، بإرجاع لأمور إلى مجراها الطبيعي، وتمكين التلاميذ من التمدرس في ظروف عادية«. وفيما يخص جلسة العمل التي ضمت وزير التربية عبد اللطيف بابا أحمد والقيادة الوطنية لنقابة »كناباست«، أكد رئيس الديوان أنها »كُلّلت بتفاهم يقضي برجوع الأساتذة إلى مناصب عملهم، مقابل تعهد الوزارة بالعمل على تجسيد مطالب المضربين من جهة، مع إبقاء باب الحوار مفتوحا مع كل النقابات المعتمدة لدى القطاع«. وضمن هذا السياق أوضح رئيس الديوان أن »وزارة التربية تعهدت بتنظيم الامتحانات والمسابقات المهنية خلال شهر نوفمبر«، مؤكدا في نفس الوقت أن »هذه المسابقات والامتحانات ستسمح لمختلف الموظفين بالترقية«. أما فيما يخص »عتبة الدروس«، التي كانت شبه تقليد راسخ لدى وزارة التربية لسنوات ماضية، تحت ضغط ظروف الإضرابات وإلحاح التلاميذ، ولاسيما منهم تلاميذ البكالوريا، فأوضح هدواس من الآن أنها »مستبعدة«، وأن الأهم بالنسبة إلى الوزارة هو »تطبيق البرامج الدراسية كاملة، وبالطرق البيداغوجية المقررة«. وما يمكن التذكير به، والإعلان عنه لكافة الأساتذة المضربين أن زميلهم الأستاذ العيدي محمد عضو المجلس الوطني للنقابة بولاية البويرة قد أعادته وزارة التربية الوطنية إلى منصب عمله رسميا يوم أمس، بعد أن تمّ فصله من عمله يوم 9 أكتوبر الجاري من قبل مدير التربية للولاية تعسفا وفق ما تقول النقابة وهذا ما تمّ تأكيده من قبل مسعود بوديبة عضو المكتب الوطني المكلف بالإعلام والاتصال، حين قال: »إن قرار إعادة إدماج العيدي محمد أستاذ اللغة الإنجليزية كان جاهزا على مستوى وزارة التربية يوم 21 أكتوبر الجاري، وهو يوم الجلسة التي انفرج فيها الوضع، وتمّ إرساله إلى مدير التربية بالولاية، وتمّ تنفيذه أمس«. وما يمكن التذكير به أن وزارة التربية كانت التزمت في نفس الجلسة مع قيادة »كناباست« بتولي تقديم محضر إجابات واضحة حول كل المطالب، وأقرت التراجع عن الخصم من أجور المضربين، شريطة التزامهم جميعا باستدراك كافة الدروس الضائعة بسبب الإضراب.