برزت إلى الوجود رسميا »كنفدرالية« عمالية جديدة ثانية، تشكلت من ستّ نقابات تابعة للوظيفة العمومية، والقطاع الاقتصادي، عقدت أمس أول جمعية عامة لها، بعد أن انتظرت استكمال المدة القانونية التي من الواجب أن تعقب التاريخ الرسمي الذي أودعت فيه ملف اعتمادها لدى وزارة العمل، وكان ذلك حسب أعضاء نقابيين قياديين في شهر جويلية الماضي، وهذه الكنفدرالية هي الثانية من نوعها بعد تأسيس كنفدرالية النقابات الجزائرية، التي خصّت كمرحلة أولى قطاعات التربية الوطنية، الصحة والتعليم العالي، وشاركت في تأسيسها سبع نقابات. عقدت أمس الكنفدرالية الوطنية للنقابات المستقلة، التي تأسست في الصيف الماضي أول جمعية عامة لها في العاصمة، بعد أن كانت سلمت ملف اعتمادها إلى وزارة العمل شهر جويلية المنصرم، وهي تتشكل حتى الآن من ستّ نقابات مستقلة تابعة للوظيفة العمومية والقطاع الاقتصادي وفق ما صرحت به قيادات وطنية عن نقابة سناباب من عين المكان إلى »صوت الأحرار« هي كالتالي: نقابة سناباب، ونقابة سونلغاز، ونقابة المجمع البترولي سونطراك، ونقابة قطاع التبغ والكبريت، ونقابة إيتوزا، ونقابة الاتحاد الوطني للقطاع الغذائي، ونقابة التغذية لعمال الجنوب، وحسب نفس القيادات التي تحدثت مع زصوت الأحرارس بنوع من التحفظ والاستعجال، فإن باب الكنفدرالية مفتوح للنقابات المستقلة الأخرى، وهي تهدف أساسا إلى أن تكون قوة نقابية ممثلة تمثيلا فعليا على أرضية الثلاثية إلى جانب الاتحاد العام للعمال الجزائريين. وحسب مصادرنا، وبنوع من التحفظ غير المألوف من هذه المصادر، فإن ز الجمعية العامة تخللتها نقاشات واسعة حول المستقبل الذي ستكون عليه الكنفدرالية، وسعت نحو تحديد الاستراتيجية العامة والمحاور الكبرى التي ستسير عليها الكنفدرالية من أجل تحقيق الأهداف التي وُجدت من أجلها ز، وطالما أن هذه الكنفدرالية تضم نقابات قطاعات من الوزن الثقيل، مثل قطاعي سونطراك وسونلغاز، فإنه من الوارد جدا أن يكون مستقبلا الصراع والتنافس النقابي العمالي كبيرا وواسعا بين نقابة الاتحاد العام للعمال الجزائريين، والنقابات المستقلة المتواجدة ضمن إطار الكنفدرالية بمثل هذه القطاعات السيادية والحيوية، خصوصا إذا علمنا أن تشكيل هذه الكنفدرالية يأتي في ظرف حساس، يتميز أساسا بالفساد الواسع المعلن عنه في قطاع سونطراك، والتسريبات الحاصلة هنا وهناك في قطاع سونلغاز، وفي الوقت الذي مازالت تحرص فيه الحكومة الجزائرية والباطرونة أشد الحرص على أن يظل تعاملهما يسير بشكل أحادي، وفقط مع النقابة الجهاز، التي هي الاتحاد العام للعمال الجزائريين. وهذه الخطوة النقابية العمالية هي الثانية من نوعها، التي تتشكل بوضوح تام، ووفق نفس الأهداف، حيث كانت سبقتها إلى التكتل ضمن الإطار الكنفدرالي، والتأسيس نقابات ثلاث قطاعات حيوية، هي التربية الوطنية والصحة والتعليم العالي، وكلها وفق ما نرى تابعة لقطاع الوظيفة العمومية، وقد شكلت كنفدرالية وطنية، أطلقت عليها اسم كنفدرالية النقابات الجزائرية ، وأبقت هي الأخرى الباب مفتوحا أمام التحاق باقي النقابات المستقلة الأخرى بها، وهدفها الأساسي هي الأخرى هو نفس الهدف الذي تتوخاه بالدرجة الأولى هذه الكنفدرالية الثانية. وطالما أن الكنفدرالية الأولى هي ممثلة لعمال الوظيفة العمومية فقط في التربية والصحة والتعليم العالي، وتسعى للتوسع إلى نقابات القطاع الاقتصادي، فإننا لا نستبعد أن يكون هناك تقارب واندماج بشكل أو بآخر بين الكنفدراليتين، من تشكيل قوة نقابية عمالية كبيرة، وذات وزن في الحوار والتفاوض على الساحة الوطنية، إلى جانب الحكومة والباطرونة. وما هو معلن عنه حتى الآن من قبل الكنفدراليتين، أنه من العدالة في شيء أن تُمثّل الباطرونة بعشرات أرباب العمل فيما لا تُمثل النقابات إلا بنقابة واحدة، وهي الاتحاد العام للعمال الجزائريين، الذي ترى في أن مواقفه العمالية لم تعد تُعبر بصدق عن كامل تطلعات وآمال العمال الجزائريين.