يتجمع صباح اليوم عمال ونقابيو قطاعات الصحة، والتربية الوطنية، والتعليم العالي أمام قصر الحكومة، احتجاجا على حرمان النقابات المستقلة من المشاركة في أشغال الثلاثية: الحكومة الباطرونة والاتحاد العام للعمال الجزائريين، التي تنطلق أشغالها اليوم، وقد تنضمّ إلى هذا التجمع نقابا ت أخرى مستقلة غير عضوة في كنفدرالية النقابات الجزائرية، التي تمّ تأسيسها مؤخرا من قبل ستّ نقابات. يتجمع صباح اليوم، ابتداء من الساعة الحادية عشر عمال وموظفو ثلاث قطاعات أساسية، يمثلون نسبة معتبرة للغاية من قطاع الوظيفة العمومية، وسيرفعون شعارات تطالب بإشراك نقاباتهم المستقلة في أشغال دورات الثلاثية، المشكلة في الوقت الحالي من الحكومة والباطرونة، ونقابة واحدة فقط هي الاتحاد العام للعمال الجزائريين، وهذا هو المطلب الأساسي الوحيد في تجمع اليوم، وكل النقابات المستقلة مُجمعة على أن التهميش والإقصاء الذي تُواجه به في كل دورة هو في واقعه تهميش وإقصاء للأصوات النقابية الممثلة تمثيلا حقيقيا لموظفي وعمال القطاعات الثلاث المشار إليها، التي تشكل جزء لا يُستهان به من موظفي وعمال الوظيفة العمومية. هذه النقابات الستّ المشكلة للكنفدرالية والمؤطرة لتجمع اليوم هي: الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، والنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، والنقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، والنقابة الوطنية لأخصائيّي الصحة العمومية، والنقابة الوطنية للأخصائيين النفسانيين والمجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم العالي. ويُتوقع أن تنضمّ إلى تجمعها هذا نقابات أخرى، كانت هي أيضا استنكرت حالة التهميش والإقصاء التي هي عليها مع أشغال الثلاثية. وما يُمكن تسجيله هنا أن هذه النقابات المشكلة لكنفدرالية النقابات الجزائرية، وباقي النقابات الأخرى المستقلة ليست ضد تواجد نقابة الاتحاد العام للعمال الجزائريين ضمن إطار الثلاثية، بل هي مع تواجدها، وإضافة باقي النقابات التمثيلية الأخرى إليها في جانب التمثيل العمالي، ولاسيما منهم العمال والموظفين المُنتمين لقطاع الوظيفة العمومية، وهي في كل ذلك تقول: »لماذا الباطرونة مُمثلة بالعديد من أرباب العمل، فيما الجانب النقابي مُمثل فقط بنقابة واحدة، هي الاتحاد العام للعمال الجزائريين. ورغم أن هذا المطلب هو مطلب قديم بالنسبة للنقابات المستقلة، وقد رفعته مع مقدم كل دورة جديدة، إلا أنها هذه المرة تعمّدت التصعيد فيه بالتجمع والاحتجاج أمام المقر الرسمي للحكومة، وقد تساءل بشأنه في آخر ندوة صحفية الصادق دزيري، الذي هو رئيس نقابة تمثيلية،عضوة في الكنفدرالية، ويقف خلفها حوالي 170 ألف منخرط، وقال: »لماذا التهميش والإقصاء للنقابات المستقلة، رغم أن التمثيل الحقيقي لعمال وموظفي الوظيفة العمومية هو لهذه النقابات، ولا يوجد بالثلاثية من يُمثلهم ؟ وإلى متى هذه الأحادية، وهذا الغلق بعد 24 سنة من إحداث التعددية، ولماذا الباطرونة ممثلة بعشرات أرباب العمل، فيما النقابات ممثلين بنقابة واحدة؟!«. وما يمكن التذكير به أن تأسيس هذه الكنفدرالية التي خرجت للوجود رسميا الأسبوع الماضي باسم »كنفدرالية النقابات الجزائرية«، قد جرت بشأنها عدة محاولات سابقة، كانت أولاها سنة 2000 ، أين تشكلت تحت تسمية »تنسيقية النقابات المستقلة«، وتوجهت آنذاك بطلب اعتمادها رسميا من قبل وزارة العمل، ولم تحصل على اعتمادها، واليوم ها هي تُعيد الكرّة من جديد، وهي وفق ما قال الصادق دزيري »في الطريق من أجل تشكيل تكتل نقابي قوي، يُسهم في البناء الوطني، وفي القرارات التي تهمّ العمال، وتبحث عن مجتمع مدني يكون فيه التمثيل حقيقيا«.