اجتمعت زوال أول أمس ستّ نقابات وطنية مستقلة، تنشط بقطاع الوظيفة العمومية، وقررت العودة إلى مسألة التأسيس الهيكلي الفعلي ل »الكنفدرالية الوطنية« التي كانت عقدت بشأنها في مرحلة سابقة عدد من الاجتماعات التمهيدية، وقد تم الاتفاق على الشروع في إعداد الوثائق اللازمة، والتحضير لعقد المؤتمر التأسيسي، الذي سيحدد تاريخه لاحقا. وتعتزم نفس النقابات إصدار بيان تنديد بتجاهل السلطات العمومية لتمثيلها في أشغال الثلاثية. عقدت زوال أول أمس ستّ نقابات وطنية مستقلة، تابعة للوظيفة العمومية لقاء بمقر نقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين في العاصمة، عادت فيه بالنقاش والبحث إلى مسألة التأسيس الهيكلي الفعلي ل »الكنفدرالية الوطنية«، التي كان قد جرى التفكير في إنشائها في مرحلة سابقة، وعقدت من أجل تثبيتها عدة اجتماعات، ويعود أساسا الهدف من تأسيس هذه الكنفدرالية الوطنية إلى تشكيل قوة نقابية وعمالية معتبرة، من أجل تمثيل الشرائح الواسعة التي تقف وراءها من عمال وموظفي الوظيفة العمومية في لقاءات ما أصبح يسمى ب »الثلاثية«، المشكلة من الحكومة، وأرباب العمل، ونقابة الاتحاد العام للعمال الجزائريين. فهذه النقابات سعت مع الجهات الرسمية المعنية، وأوضحت لرئاسة الجمهورية والحكومة وباقي الجهات الأخرى المعنية أنها هي الممثل الفعلي والحقيقي لكافة العمال والموظفين التابعين لقطاعات الوظيفة العمومي، وأن من حقها المشاركة في أية نقاشات أو حوارات أو مفاوضات بشأن المطالب العمالية المهنية والاجتماعية للشرائح التي تمثلها، وهي أدرى وأعلم بكافة مطالبها وانشغالاتها واهتماماتها المحددة قانونا ودستورا. ونظرا لقرب انعقاد الثلاثية القادمة المقرر لنهاية الشهر الجاري، والأهمية الكبرى التي تمثلها هذه الدورة، وما ينتظرها من قضايا وملفات وانشغالات مفصلية، فإن النقابات الستّ تراهن هذه المرة على أن تفتك مقعدا ضمن هذا الإطار الرسمي التفاوضي، الذي حُرمت منه لسنوات طويلة، رغم أحقيتها القانونية والدستورية في ذلك، وهي جميعها ترى أن العمال الجزائريين والموظفين المقدرين بالملايين لا يجب أن يُمثلوا بنقابة واحدة، وحتى هذه النقابة التي يتحدثون عنها، والتي هي نقابة الاتحاد العام للعمال الجزائريين في نظرهم ليس لها أي وجود محسوس، أو ملموس بشكل واضح في قطاعات الوظيفة العمومية. ضف إلى هذا أن تمثيل كافة العمال الجزائريين والموظفين بنقابة واحدة منفردة هو تمثيل ناقص، ولا يعطي العمال والموظفين حقهم القانوني والدستوري كاملا . وهم في كل هذا يقولون وفق ما قال عمراوي مسعود العضو القيادي الفاعل في نقابة اتحاد عمال التربية والتكوين، بأي حق »الباطرونة« تمثل في الثلاثية بعشرة أرباب عمل، فيما كل العمال والموظفين الجزائريين لا يُمثلون سوى بنقابة واحدة ؟! وحسب الأستاذ عمراوي، فإن لقاء أول أمس كان لقاء تمهيديا، من اجل التحضير الفعلي للمؤتمر التأسيسي للكنفدرالية الوطنية، وقد تمّ فيه الاتفاق على الشروع في إعداد الوثائق اللازمة، وعلى أن يُحدد تاريخ انعقاده لاحقا. وقد شاركت فيه ستّ نقابات وطنية مستقلة هي: الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، النقابة الوطنية لأخصائيي الصحة العمومية، المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم العالي، النقابة الوطنية لأساتذة التعليم شبه الطبّي. وقد تخلفت حتى الآن عن هذا الإجماع نقابة المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، ونقابة مجلس ثانويات الجزائر. وبالمناسبة وفق ما أوضع الأستاذ عمراوي فإن هذه النقابات الستّ تعتزم إصدار بيان تنديد بتجاهل السلطات العمومية لها، وإقصائها من أشغال الثلاثية، الممثلة بالحكومة وعشرة أرباب عمل ونقابة واحدة، وهو أمر غير منطقي، ومن الخطأ خُلوّ الثلاثية من ممثلي قطاعات الوظيفة العمومية.