اعتبر بلقاسم ساحلي ممثل عبد العزيز بوتفليقة في اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات الرئاسية، فوز مرشحه بالأغلبية الساحقة، دليلا على جنوح المواطنين للسلم ورسالة قوية عن ضرورة الحفاظ على المكاسب التي حققها على مدار عهداته الثلاثة المقبلة، داعيا المشككين في نزاهة الاقتراع إلى البحث عن شماعة أخرى لتعليق هزيمتهم وتقديم الأدلة عوض إطلاق التهم غير المؤسسة. انتهت أمس عملية الاقتراع للانتخابات الرئاسية التي حسم نتائجها الصندوق لصالح مرشحكم عبد العزيز بوتفليقة، كيف تقيّمون عملية الاقتراع منذ انطلاقها وإلى غاية نهاية عملية الفرز؟ عملية الاقتراع جرت في ظروف جد حسنة وبكل شفافية وديمقراطية فكل مكاتب الاقتراع فتحت أبوابها على الساعة الثامنة صباحا على الرغم مما سجلناها في كل من بجاية والبويرة أين تعرضت بعض مكاتب الاقتراع لعمليات تخريب خاصة في بلدية مجدالة بالبويرة، لكن على العموم فإن العملية جرت في حضور ممثلي المترشحين وأعضاء اللجان البلدية والولائية المكلفين بمراقبة العملية إلى جانب الحضور الكبير للمراقبين الدوليين سواء من الجامعة العربية أو من الاتحاد الإفريقي. وفيما يتعلق بعمليات الفرز، فقد جرت هذه الأخيرة في ظروف علنية وشفافية بصفة عامة وذلك بحضور ممثلي المترشحين وحتى بعض الناخبين في عدة مكاتب اقتراع، وعلى مستوى اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات لم يتم تسجيل أي طعن خلال عملية الفرز، سوى 15 احتجاجا من بينها 7 متعلقة بعبد العزيز بوتفليقة، مضمونها على العموم له علاقة ب»الحماس الزائد« للمساندين الذين أصروا على مواصلة الحملة الانتخابية يوم الاقتراع عبر نشر صور مرشحهم. ما قراءتكم للنسبة التي حققها عبد العزيز بوتفليقة في هذه الرئاسية؟ فوز عبد العزيز بوتفليقة له قراءة سياسية قوية، فنسبة المشاركة في هذا الاستحقاق كانت »قوية« وهو ما يعتبر دليلا على جنوح الشعب الجزائري للسلم ووعيه بضرورة الحفاظ على المكاسب التي حققها ليس فقط خلال فترة حكم بوتفليقة لكن خلال 58 سنة من الاستقلال، كما أن المشاركة القوية للجزائريين في الاستحقاق الرئاسي جاءت كرسالة من الشعب المدرك للمخاطر التي تشهدها حدود الجزائر، كما أن نجاح بوتفليقة في إقناع الناخبين بمحاور برنامجه الانتخابي فتح مجالا جديدا لتطلعات الجزائريين في المستقبل. وفيما يتعلق بالمواطنين الذين امتنعوا عن الإدلاء بأصواتهم يوم ال17 أفريل، أقول إن الامتناع حق مشروع لكل مواطن فالانتخاب حق وواجب على كل مواطن، غير أنه في المقابل كان من الأفضل لو أن هذه الفئة الصامتة أدلت بأصواتها وعبرت عن مواقفها بالمشاركة في الاستحقاق الهام على الرغم من أن النسبة المسجلة وطنيا تبقى مقبولة في جميع الأحوال. كيف تقيّمون مجريات الحملة الانتخابية ويوم الاقتراع؟ منذ انطلاق الحملة الانتخابية، قمنا بإيداع 80 طعنا على مستوى لجنة الإشراف على الانتخابات وهو ضعف ما قدمه باقي المترشحين الخمس أغلبيتها شكاوي تخص بعض التجاوزات التي قام بها بعض المنافسين، أما بالنسبة للطعون التي أودعناها يوم الاقتراع فقد قدمنا 28 طعنا لدى ذات اللجنة وهو العدد أيضا الذي يعتبر ضعف ما أودعه باقي المترشحين، وهو الأمر الذي يعود إلى جدية عمل ممثلي المترشح بوتفليقة من خلال حرصهم على نشر المراقبين في كل المراكز الانتخابية، فقد تم تجنيد 59 ألف و158 مراقب ومراقبة بكل المراكز والمكاتب الانتخابية، 100 بالمائة منهم وزعوا عبر المراكز الانتخابية، و97 بالمائة على مستوى مكاتب الاقتراع، كما أحيطكم علما أن لجنة الإشراف على الانتخابات قبلت 80 بالمائة من الطعون التي أودعناها. عرفت بعض مكاتب التصويت في بجاية والبويرة أحداث تخريب، ما قراءتكم لذلك؟ وعاد ساحلي إلى الحديث عن أعمال التخريب التي شهدتها بعض مكاتب الاقتراع عشية انطلاق الانتخابات الرئاسية بكل من بجاية والبويرة، والتي اعتبرها أعمالا معزولة مضيفا أنه لا يجب مقارنة ما شهدته 3 أو 4 مكاتب اقتراع بالكم الهائم من المكاتب الموزعة عبر كامل التراب الوطني والبالغ عددها 60 ألف مكتب، فما شهدته بجاية ومجدالة ليس له معنى أو هو فعل مهمل بالنسبة للعملية الانتخابية، ليبقى على العموم مبدأ منع المترشحين من أداء واجبهم الانتخابي مرفوض جملة وتفصيلا. باشر بعض المترشحين في التشكيك في نزاهة الرئاسيات مباشرة بعد إعلان النتائج، ما ردكم على هؤلاء؟ إن كل من يخسر يبحث عن شماعة يعلق عليها هزيمته، كما أن الانتخابات جرت في شفافية ونزاهة وأن على كل من يشكك في ذلك تقديم الأدلة والطعون على مستوى لجنة الإشراف القضائي وليس مجرد إطلاق الأحكام غير المؤسسة في وسائل الإعلام.