سجلت منذ مطلع السنة الجارية 2014 إلى غاية الشهر الحالي انتشارا فضيعا لسرقة الكوابل النحاسية بمدينة وهران وفي حصيلة لمديرية اتصالات الجزائر كشفت أنه تم الاستيلاء على أزيد من 6 أطنان من الكوابل النحاسية منذ شهر جانفي وهي الأرقام المرعبة التي أرجعتها المصادر الموردة للخبر بأنها على علاقة بتهريب هذه المادة نحو الحدود الغربية. وفي هذا الصدد أفادت ذات الحصيلة أنه منذ بداية السنة الجارية تم تسجيل 48 قضية متعلقة بتخريب وسرقة الكوابل الهاتفية لاستنزاف كميات النحاس المتواجدة بها من طرف الشبكات الإجرامية المنظمة الناشطة في المجال والتي تمكنت خلال 4 أشهر المنقضية من الاستيلاء على ما لا يقل عن 85 ألف متر من الكوابل وهو ما يعادل 4,6 طن من النحاس الأمر الذي كبد خزينة المديرية خسائر مادية فادحة قدرت بالملايير في ظل تكفل مصالحها بتجديد ما تم تخريبه، بدل التمكن من تمديد خدماتها للأحياء السكنية الجديدة والمناطق المنعزلة المبرمجة خلال مخطط تدخلاتها الجارية، ومن ثم عرقلة سير برامج التنمية المحلية المسطرة من قبل السلطات على قطاع الاتصالات بوهران التي لا تزال تتخبط في مشاكل نقص الأمن بالعديد من النقاط التي تحولت خلال الآونة الأخيرة إلى مسرح مفضل لهذه العصابات خاصة وأن بعد الكوابل يتم تخريبها خلال مدة وجيزة من تجديدها ما بات يحرم سكان هذه الأماكن والمناطق المجاورة لها لخدمات الهاتف والأنترنيت . وفي هذا السياق كشفت مصادر مطلعة من المديرية الوصية أن بلديات ارزيو والسانيا وحاسي بونيف وبوتليليس تعتبر من أكثر المناطق تضررا من الظاهرة بالولاية، بيد أن هذه الأخيرة تؤثر على الأحياء السكنية فحسب لتتعدى ذلك للمناطق الصناعية الأمر الذي لا يزال يؤثر على مهام العديد من الشركات العامة والخاصة ووحدات الإنتاج الصناعي والاقتصادي المتواجدة بها التي وجدت نفسها بين آونة وأخرى معزولة عن العالم بسبب تخريب الكوابل الهاتفية وهو الحال بالنسبة لنوادي الأنترنيت والأكشاك الهاتفية المتضررة ممن يجبر أصحابها على غلقها إلى حين تصليح المشكل. تجدر الإشارة إلى أن غالبية القضايا المسجلة لا تزال محل تحقيق من طرف المصالح الأمنية المختصة التي تمكنت من تحديد طلاسم بعضها المسجلة عموما ببلدية وهران كما هو الحال بالنسبة إلى مناطق بوعمامة »الحاسي« والعثمانية بالإضافة إلى فلاوسن »البركي« وسان ريمي التابعة إداريا لدائرة سيدي الشحمي وغيرها من الحالات المسجلة بمختلف بلديات عاصمة الغرب الجزائري.