سجلت حوادث المرور في ولاية تيسمسيلت تراجعا ملحوظا خلال العام 2007 مقارنة بالعام 2006 الأمر الذي كشفته الأبواب المفتوحة على الدرك الوطني المنظمة بولاية تيسمسيلت في الفترة ما بين 18 و 20 من الشهر الحالي فبلغة الأرقام فإن عدد القتلة للعام 2007 لم يتجاوز 18 قتيلا مقابل 31 قتيلا العام 2006، وهو رقم صغير جدا يمكن تسجله ببعض الولايات في حادث مرور فقط، أسباب هذا التراجع تعود بالدرجة الأولى إلى الإجراءات الوقائية التي تقوم بها مصالح الدرك الوطني عبر الطرقات الخاصة المعروفة بتسجيل حوادث مرور مميتة كما هو الحال بالنسبة للطريق الوطني رقم 19 في جزئه المار ببلدية لرجام وكذا الطريق الوطني رقم 14 في جزئه المار ببلديتي العيون وثنية الأحد، حيث تم تعزيز هذه الأجزاء بحواجز دورية للحد من الحوادث التي كثيرا ما أودت بحياة مستعملي هذين الطريقين، وعن أهم الأسباب التي تساهم في تفاقم مثل هذه الحوادث يؤكد محدثنا من مصالح الدرك الوطني أنها تعود بالدرجة الأولى إلى عدم احترام قوانين المرور بنسبة تزيد عن 30 في المائة حيث نسجل في هذا الصدد وقوع 325 حادث مرور سنة 2007 منها 90 حادثا تعود أسبابها لعدم إحترام السائقين لأبسط قواعد السياقة كالإفراط في السرعة والتجاوز الخطير، والسياقة في حالة سكر وغيرها من الأسباب، فيما نسجل وقوع 22 حادث لأسباب تتعلق بفساد المركبة، وهو ما يضع علامة استفهام كبرى عن دور الرقابة التقنية التي كثيرا ما تغض البصر عن أعطاب بعض المركبات التي لاتتوفر فيها مقاييس السير، من جانب آخر فإن حالة الطرقات كثيرا ما كانت سببا مباشرا لوقوع حوادث مرور قاتلة كما تؤكد ذلك الإحصائيات المقدمة لنا والتي تشير إلي تسبب المحيط ووضعية الطرقات في وقوع 19 حادث مرور، هذا كما كان للمارة دور أيضا في وقوع مثل هؤلاء الضحايا حيث نسجل وقوع 14 حادث بسبب تورط المارة، هذا وقد خلصت تقارير مصالح الدرك الوطني بولاية تيسمسيلت إلى أن أغلبية حوادث المرور المسجلة تتم ابتداء من الساعة الثالثة مساءا حتى منتصف الليل حيث نسجل وقوع أكثر من 75 في المائة من حوادث المرور في حين فإن الحوادث المسجلة قبل التاسعة صباحا لا تشكل حتى 02 في المائة من مجموع عدد الحوادث، كما أن أكثر الأيام تسجيلا للحوادث هو يوم الإثنين بسبب تزامن تنظيم أكثر من سوق أسبوعي واحد إضافة إلى يوم الخميس الذي تكثر في حركة، كما أن أقل الأيام تسجيلا لحوادث المرور هو يوم الأحد، ومن خلال تحليل الجداول الشهرية يتبين أن شهري جوان وسبتمبر هما أكثر أشهر السنة التي تنتعش فيها حوادث المرور فيما يبقى شهر فيفري الأقل تسجيلا لحوادث المرور التي نجد أن أغلبية ضحاياها من الشباب الذين تقل أعمارهم عن 29 سنة وذلك بنسبة تفوق 50 في المائة من مجموع الضحايا هذا ويلعب عمر المركبات دورا أساسيا في تحديد هوية هذه الحوادث، حيث تأتي المركبات التي تترواح سنوات سيرها بين سنتي 1981 و 1985 في طليعة السيارات التي تعرضت لحوادث مرور بمجموع 53 حادث وتأتي بعدها السيارات التي تكون سنوات سيرها بين سنتي 1996 و 2000 في حين فإن أقل الحوادث تقوم بها السيارات التي كانت أولى سنوات سيرها 1980 وهو ما يعطي لمحة تقريبية عن مستعملي هذه السيارات حسب سنة حصولهم على رخص السياقة حيث نسجل في هذا الإطار أن أكثر المتورطين في حوادث المرور هم الذين تحصلوا على رخص سياقة في الفترة الممتدة بين العام 2001 و 2004 أي في فترة الدعم الفلاحي التي مكنت الكثيرين من شراء سيارات شراء رخص السياقة معهما حيث نسجل تورط 107 من حاملي هذه الرخص في حوادث مرور للعام 2007 في حين أننا لم نسجل تورط أي سائق حاصل على رخصة سياقة قبل العام 1981 في مثل هذه الحوادث وهو ما يطرح علامات استفهام حقيقية عن المقايس المتعمدة في الحصول على رخص السياقة والتي باشرت في وقت سابق مصالح الدرك الوطني التحقيق فيها مع غلق 06 مدارس لتعليم السياقة•