حل رمضان وفي كل مرة يهل علينا هذا الشهر الفضيل الذي من المفروض أن يكون فرصة لكسب الثواب بالإكثار من الطاعات والعبادات، نجد بعض الظواهر لا تمت بصلة بقدسية هذا الشهر، تطغى على سلوكيات الصائمين، والتي يتقدمها الجشع والتبذير، فعلى الرغم من أن رمضان لم ينهي بعد أسبوعه الأول غير أن أكوام القاذورات التي أضحت تغرق شوارع العاصمة تبقى أصدق دليل على أن الملايين التي يبذرها الجزائريون »على بطونهم« تجد سبيلها وسط النفايات، فيما تبقى مؤسسة »نات كوم« عاجزة عن مواجهة هذا الكم من القمامة التي تتضاعف خلال شهر الصيام. أضحت الفوضى وأكوام النفايات المصحوبة بانبعاث الروائح الكريهة مشهدا مألوفا لدى المتجوّلين بشوارع العاصمة خلال أيام شهر رمضان، في ظل غياب روح المسؤولية عند الصائمين الذين أضحى ملء بطونهم الغاية الأسمى خلال هذا الشهر، فعلى الرغم من الارتفاع الجنوني في أسعار الخضر والفواكه، خاصة في أول أسبوع منه، غير أن الكميات الكبيرة من الأغذية الملقاة في أكوام القمامة تعكس غير ذلك، فالسلوكات التي اعتادها بعض العاصميين خلال شهر الصيام، جعلت من هذا الأخير فرصة للتبذير والجشع، فملايين السنتيمات ترمى في المهملات. وبالموازاة مع التصرف اللامسؤول للمواطنين الذين يتحملون جزءا كبيرا من مسؤولية إغراق الشوارع في القمامة، تبقى مؤسسة رفع النفايات المنزلية »نات كوم« تتقاسم جزءا من المسؤولية مع الصائمين، فقد عاشت جل أحياء العاصمة خلال أولى أيام الشهر الفضيل غيابا شبه تام لشاحنات »نات كوم« التي عزفت عن رفع القمامات من أمام السكنات وعلى أطراف الطرقات مما زاد من تأزم الوضع، وجعل المنظر بات يسيء إلى العاصمة التي طالما عرفت ببياضها، ويثير حفيظة السكان الذين وإن كان لهم جزء من مسؤولية الأمر، غير أنّ المظهر دفعهم إلى التعبير عن استيائهم لتكرار نفس السيناريو كل سنة. تبريرات ''نات كوم'' وفي هذا الشأن، بررت رئيسة مصلحة القسم التقني والبيئة بمؤسسة »نات كوم« نسيمة يعقوبي في تصريح للقناة الإذاعية الأولى، زيادة حجم النفايات بشوارع العاصمة منذ عشية شهر رمضان المعظم، بالقول إن »النفايات تزداد في شهر رمضان بنسبة تقدر ب 30 بالمائة أي تقدر الكمية في الحالات العادية من 1700 إلى 1800 طن أما في رمضان فتصل إلى أكثر من 2200 طن في اليوم«. إلى ذلك، أوضحت رئيسة مصلحة القسم التقني والبيئة ب »نات كوم« أن الظاهرة تعود إلى ارتفاع في نسبة الاستهلاك لدى المواطن الجزائري في شهر رمضان المعظم و غياب ثقافة الاستهلاك لديه، كما أشارت إلى أن بعض الأحياء تتراكم فيها النفايات المنزلية نتيجة عدم احترام المواطنين لأوقات رميها، مما أضحى يؤرق قاطني المنطقة وينبئ بكارثة صحية خطيرة على السكان وصحة أطفالهم خاصة ونحن في فصل الصيف الذي يشهد ارتفاعا في درجات الحرارة التي تساهم بدورها في انبعاث الروائح الكريهة وانتشار للحشرات .