السهرة السادسة من عمر المهرجان الثقافي الوطني لأغنية الشعبي أمس بفضاء أقورا برياض الفتح كانت مميزة ومحملة برموز التراث الصوفي ومعبقة بأريج ورائحة التاريخ الشعري المغاربي ، حيث تميز ريبرتوار الأغاني المتنافسة التي قدمها المترشحين الأٍربعة باستحضار قصائد المديح الديني والإبتهالات التي تتماشى والأجواء الرمضانية ،وتوالى على منصة الخشبة تقديم روائع قصائد الأغنية الشعبية الشهيرة وعلى إيقاع الجوق الشعبي الذي أبدع في إداراته الفنان رضا خزناجي ، وعاش الجمهور ساعات مهربة من زمن الفن الأصيل بأصوات شابة واعدة وتحمل الكثير من المفاجآت . برنامج السهرة التنافسية إستهله الفنان الشاب بن عياش يوسف القادم من جيجل بتقديم رائعة « يا رب العباد « للشاعر الشعبي الشهير عبد العزيز المغراوي الذي قدم أروع النصوص للتراث المغاربي وتعكس مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم لدى المسلمين والقيم الإنسانية الرفيعة التي نشرها كما قدم خلاص من طابع الصنعة بعنوان « ما نبع من كف اليميني» في المديح وأكد أنه يعشق الشعبي منذ طفولته ودعم معارفه الموسيقية من خلال إنخراطه في جمعية الأصالة الحوزية الأندلسية بجيجل ، كما تفاعل الجمهور من العائلات التي حضرت بقوة لمتابعة منافسة الأصوات الشابة القادمة من مختلف مناطق الجزائر بالمتنافس بن قردي زكرياء إبن مدينة الورود البليدة ، من خلال إبداعه وقوته في أداء قصيدة « ذكرى أسباب الخير» للشيخ الزاهد مصطفى العلوي في نوع المديح الديني وبرر خياره للقصيد لدخول منافسة المهرجان الثقافي الوطني لأغنية الشعبي في طبعته التاسعة هذه السنة بإعجابه الشحنات الدينية والجمالية للقصيدة وأضاف في وصلته خلاص متميز بعنوان « يا رسول الله أنت الحبيب» ، من جهته أمتع المتنافس فاتح تواتي من عنابة الجمهور بقصيدة « في خيمة الشعر ياودي» للمتصوف الزاهد سيدي لخضر بن خلوف ولي مدينة مستغانم، التي تناجي خير الأنام الرسول الكريم صلى الله عيله وسلم غلأى جانب تقديمه خلاص بعنوان « باسم الله بديت ذا القصيدة جبت حروف النظام « للشاعر الحمديشي، وتجدد الموعد مع التنافس مع المترشح إيطويل وليد من شرشال بتيبازة الذي قدم برنامج ثري تمثل في مديح ديني بعنوان « محمد مصطفاك الباري « للشيخ بن مصطفى العلوي ومخيلص في طابع السيكا بعنوان « الصلاة عليك يا محمد» وأكد المترشح لجائزة المهرجان إيطويل وليد عضو جمعية القيصيرية لشرشال أن الفضل في دخوله عالم الفن الشعبي هو شيخه عبد الجليل الغبريني الذي يكن له كل الإحترام والتقدير بسبب رعايته لموهبته وتشجيعه لموهبته دون أن ينسى تجربته مع الفنان الشيخ كمال مسباغ رئيس جمعية الراشدية وأوضح الشاب إيطويل وليد أنه أسس جمعية المنارة لموسقى الشعبي والحوزي بمدينة شرشال من أجل الحفاظ على التراث الموسيقى الجزائري الأصيل . تميزت أجواء السهرة بتفاعل الجمهور بالتصفيق مع ما قدم من قصائد منتقاة وتعكس مستوى الإطلاع الشعري لللمتنافسين الشباب ويعكس إرتباطهم بعمالقة الشعر الشعبي والملحون . مسك الختام السهرة السادسة كان ضيف الجلسة الفنان الشعبي محمد رباح الذي أمتع الحضور بسلسلة من روائع الشعبي وطقطوقات خفيفة من الموروث الشعبي الغائر في المحلية للراحل الهاشمي قروابي وهي «البارح كان في عكمري عشرين» و»البهجة» وأغنية « ياسمينة» وبصمها بصوته الرخيم والقوي .