شراء ملابس العيد هي أحد المتطلبات المفروضة على أرباب الأسر لإضفاء البسمة والفرحة على أولادهم، لكن باتت مهمة توفيرها واحدة من اكبر الهموم التي تواجه العائلات في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي تعيشها، فقلة الدخل وغلاء الأسعار باتا يشكلان صعوبة كبرى أمام ذوي الدخل المحدود، خاصة مع استعداد التجار لتحقيق الأرباح قدر المستطاع مستغلين ظرف الموسم وتمسك الأطفال بالحصول على كل ما هو جديد. لم يعد يفصلنا عن عيد الفطر المبارك سوى أيام معدودات حيث بدأت العائلات تقوم بجولاتها في المحلات والأسواق من اقتناء ملابس العيد التي تشهد ارتفاعا في الأسعار، وفي جولة استطلاعية ل«صوت الأحرار« إلى العديد من محلات بيع الملابس بكل من الشراقة، الجرف بباب الزوار والرويبة وجدنا أن هذه المحلات أبدت استعداد كبيرا بهذه المناسبة، فاكتست واجهات المحلات حلة بهية بألوان زاهية لتشهد بذلك حركة المرور بطرقات العاصمة كلها. ولأن الأولوية في الوقت الحالي نظرا لما لاحظناه في الأسواق هي لملابس الأطفال، فإن غالبية أصحاب المحلات رفعوا أسعار الملابس، حيث لاحظنا الاختلاف في الأسعار قبل رمضان وبعد انقضاء أسبوعين من الشهر الفضيل، خاصة وان الأسر تفضل شراء ملابس الأطفال قبل كل شيء حتى لا يحرمون أولادهم من فرحة العيد. وقد شهدت أسعار الملابس ارتفاعا ملحوظا، مما أثر بشكل مباشر على ميزانية العديد من العائلات في تلبية الحاجيات المتعددة لهذه المناسبة، وأكد المواطنون أنه رغم ارتفاع الأسعار، خاصة في ملابس الأطفال إلا أنها عادة متأصلة وهم يقبلون على الشراء من أجل مشاركة الأطفال في فرحة العيد. ومع ارتفاع الأسعار تبدأ الأسر في تحديد أماكن الشراء وفقا لميزانيتها ومقدرتها، حيث تتباين قدرة الناس المادية على الشراء فمنهم من يتوجه إلى الأسواق الشعبية والمناطق المتوسطة، ومنهم من يفضل المراكز التجارية الكبيرة ومحلات الماركة لشراء ملابس العيد. ويعد شراء ملابس العيد تقليد متعارف عليه عند العائلات، إلا أن هذا التقليد بدأ يتلاشى نظرا لارتفاع أسعار الملابس بنسبة لا تقل عن 50 بالمائة، بحسب تقديرات عدد من التجار، وزيادة المصاريف التي تنتظر المواطنين مع اقتراب دخول المدارس وعيد الأضحى عقب عيد الفطر . حيث امتلأت الشوارع الحيوية بالمواطنين خاصة عقب الإفطار بشوارع العاصمة وساحة الشهداء والتي تعد من أكثر الأماكن رواجا التي يتوافد عليها عشرات المواطنين لشراء ملابس العيد، فما أن يأتي المساء وتكتظ تلك الأسواق والمحلات بالمواطنين، وتختنق الطرق بالازدحام المروري، وتمتلئ المحلات التجارية بالملابس من شتى الماركات، فلا تكاد تلمح السلع المعروضة بمحل تجاري بسبب الزحام بسبب اختيار هذا واستبدال ذاك. كما تحولت معظم الشوارع إلى أسواق شعبية حيث امتلأت الأرصفة بطاولات الباعة من الشباب الذين استعدوا لمثل هذه المناسبة، فبعضهم اختار المتاجرة بالألعاب فيما اختار البعض الآخر المتاجرة بزينة الأطفال خاصة البنات الصغيرات أو ملابسات والتي تعتبر أسعارها معقولة وهو ما تتوجه له الأسر محدودة الدخل . وعلى صعيد الإحصائيات، شهدت أسعار الملابس ارتفاعاً عن السنوات الماضية، بالرغم من وجود بعض المحلات التي تقوم بوضع خصومات على معروضاتها، حيث عرفت أسعار ملابس الأطفال وحدها ارتفاعاً ملحوظاً هذا العام، حيث تراوحت أسعار الفساتين ما بين 2800 إلى 5000 دينار، وكذلك البدل الجينز والأطقم الكاملة.