أصبحت ظاهرة اقتناء ملابس العيد قبل حلول شهر رمضان عادة مكتسبة من قبل الكثير من العائلات للظفر بملابس جديدة وبأسعار معقولة في الأسواق، وذلك لتفادي الغلاء الذي يتزامن مع اقتراب عيد الفطر. تشهد الأسواق هذه الأيام حركة كثيفة وتوافدا كبيرا للزبائن قبل حلول شهر رمضان لاقتناء ملابس العيد، وخلال جولتنا بالأسواق والمحلات الخاصة ببيع الألبسة في العاصمة، اقتربنا من بعض أصحاب المحلات التجارية الخاصة ببيع ملابس الأطفال، والتي تتراوح أسعار الملابس المعروضة فيها ما بين 3000 دينار و10 آلاف دينار، وحسبما أكده لنا أحد الباعة فإن هذه الأسعار معقولة على حد قوله: "إنّ الأسعار معقولة جدا نظرا لجودة ونوعية الملابس التي تستورد من سوريا والأردن". وهذا ما بينته لنا الزبونة "نوال" التي تتردد كثيرا على المحل قائلة: "إنّ الأسعار تتماشى مع متطلباتنا لأنّ الجودة العالية هي ما نحتاج إليه والأسعار لا تهمنا، أما بالنسبة لاقتنائنا لها قبل حلول شهر رمضان المعظم، فإن البضاعة تكون متوفرة وبأسعار معقولة مقارنة بالأيام القليلة التي تفصلنا عن العيد". من جهته أشار أب لطفلين أن الصيام وارتفاع درجات الحرارة جعلاه يقتني ملابس العيد قبل حلول شهر رمضان المعظم حيث يقول: "إن الخروج في رمضان صعب بحكم الحرارة والعمل وأطفالنا لا يساعدوننا في شراء ما نريده لهم". إن اقتناء ملابس العيد قبل حلول شهر رمضان جعل الكثيرين يعتقدون أنها ستنفد خاصة التي تتميز بالجودة والنوعية، وفي السياق نفسه وحسب ما أكده الكثيرون من الأسر فإن أسعار الملابس ترتفع بشكل رهيب في شهر رمضان والبضاعة الجيدة تنفد، في حين أكد البعض أن عليهم الانتهاء من شراء الملابس والتفرغ الكامل في شهر رمضان للاهتمام بالتحضيرات وتقديم مستلزمات الضيافة على أكمل وجه. وقد تفطن الباعة لهذه العادة الجديدة التي أصبحت تنتهجها الكثير من الأسر، وهو ما جعل الكثيرين يستغلون الوضع ويرفعون الأسعار على حد قول بعض الزبونات، حيث تقول إحداهن "صحيح أن بعض المحلات تعرض أحسن السلع لكن بأسعار تفوق الخيال، في حين أن الأسر المحدودة الدخل لا حول لها ولا قوة". وفي هذا الصدد تبرر العائلات تهافتها لشراء الملابس بانتهازها الفرصة لانشغال الناس بالاستعداد لرمضان، وهذا للحد من الازدحام والتفرغ للعبادة والطاعة والاعتكاف في ظل الأجواء الرمضانية. بالتزامن مع استعداد العائلات لاستقبال شهر الصيام ارتفاع الأسعار هاجس يطارد أصحاب الدخل المحدود خلال رمضان يشهد الشارع الجزائري حركية كثيرة هذه الأيام مع اقتراب شهر رمضان المبارك من خلال اكتظاظ الأسواق، وهو ما جعلها فرصة لرفع أسعار مختلف المنتجات للكثير من التجار، في وقت انطلقت العديد من السيدات في حملات التنظيف تحضيرا لهذه المناسبة. وتعرف الأسواق ارتفاعا ملفتا في أسعار الخضر والفواكه وحتى اللحوم كيف لا ونحن مقبلون على شهر رمضان الذي يعتبره الكثير من التجار فرصة لا مثيل لها للحصول على ربح أكثر، فقد وصل سعر الكيلوغرام الواحد من الفلفل الأخضر إلى 90 دينارا، أما الطماطم والبصل فارتفع سعريهما إلى 70 دينارا، في حين وصل سعر الخس إلى 140 دينار. وعن الفاصولياء الخضراء، بلغ سعرها ال90 دينارا، أما المفاجأة فكانت اللحوم البيضاء حيث وصل سعرها إلى 350 دينار وأحيانا أكثر في بعض المحلات ناهيك عن أسعار الأواني المنزلية وغيرها، في التهاب أرجعه الزبائن إلى التهافت على اقتناء هذه المنتجات من قبل المواطنين خاصة النساء منهم، وأن هذه الفترة تعد فترة التحضيرات المختلفة لهذا الشهر العظيم، فبعد التنظيف الشامل للبيت الذي يعد من أهم التحضيرات لاستقبال الشهر بالطهارة تتجه إلى اقتناء أوان جديدة للمطبخ خاصة الفخارية منها، فإقبال السيدات على مثل هذه المنتجات يجعل بعض أصحابها يرفعون من سعرها باعتبارها فرصة لا تتكرر. وبعيدا عن أجواء تضارب الأسعار واكتظاظ الأسواق لا زالت المساجد والمدارس القرآنية مواظبة على نشاطاتها في الشهر الفضيل من خلال تنظيم مختلف المسابقات، لعل أبرزها مسابقة حفظ القرآن، أما ربات البيوت فأهم ما يحضرنه هو التوابل المختلفة فهي تعد من أهم متطلبات المطبخ والتي تضفي على الأكلات الرمضانية نكهتها الخاصة، كما لا ننسى حلويات السهرة التي تتفنن في صنعها سيدات المطبخ الجزائري من أجل نيل إعجاب واستحسان العائلة والضيوف. هذا وتبقى أجواء رمضان لها نكهتها الخاصة، ما يدل على أنّ العائلات الجزائرية لا تزال محافظة على عاداتها وتقاليدها التي تنتهجها لاستقبال الشهر الفضيل، لتبقى الأسعار الهاجس الوحيد الذي يؤرق المواطن خاصة أصحاب الدخل المحدود.