اختتمت، أول أمس فعاليات مهرجان تيمقاد الدولي على وقع أنغام وسيمفونيات جمعت بين الإبداع والجمال الموسيقى، والكلمات الجميلة الراقية التي غدت ملطخة بدماء الشهداء، فتحول الركح إلى موسيقى تهز الأبدان في رحاب الجمل والألحان تضامنا مع غزّة، من بلد المليون ونصف المليون شهيد الجزائر، فأخذ بعدا إنسانيا محضا أعطى صورة مشرفة للجزائر التي عودت العالم بمواقفها النبيلة وحنكة رجالها. أضفت النجمة اللبنانية كارول سماحة، أول أمس، جوا مميزا حيث أطلت في آخر سهرة من مهرجان تيمقاد الدولي في طبعته ال 36 التي جاءت تضامنية مع الشعب الفلسطيني بقطاع غزة. وغنت الفنانة التي قالت بأنها تزور الجزائر لرابع مرة لجمهور تاموقادي أجمل ما قدمت للساحة الفنية العربية و ردد معها الحضور أشهر أغانيها على غرار »أنا وياك« و »خليك بحالك« و »أكثر من أي لحظة بعمري« و »حبيت أقولك«. وثمنت ابنة لبنان التي أطلت على الساهرين بتاموقادي بثوب أبيض مبادرة الجزائر شعبا وحكومة في هبتهما التضامنية مع سكان غزة و اعتبرتها إضافة مشرفة لجزائر المواقف والبطولات لتهدي من ركح تاموقادي لأطفال فلسطين »أنت مين« على وقع هتافات الحضور »غزة العزة« و »أحنا معاك يا غزة«. وأبهرت كارول سماحة لأكثر من ساعة عشاق سهرات تيمقاد الذين غصت بهم مدرجات مسرح الهواء الطلق المحاذي للموقع الأثري في تلك الليلة الساحرة التي شهدت أجمل لحظات المهرجان «. وتعطرت بقية السهرة التي ردد الجمهور فيها كلمة »غزة« لمرات عدة، وسطع فيهاالعلم الفلسطيني بقوة بأعذب الأنغام الجزائرية ليستقبل الجمهور على وقع التصفيقات الفنان حميدة النايلي ثم يوبا الذي أتحف الجمهور بنغمات القبائلية. وبلغ التلاحم بين المدرجات والركح أوجه مع الشاب خلاص الذي أعاد على أسماع الحضور بعضا من أشهر أغاني الراحل الشاب حسني من بينها »طولتي في الغربة«. واهتز المكان في آخر سهرة من طبعة تاموقادي لسنة 2014 بإطلالة الزهوانية على الجمهور الذي رقص وغنى إلى غاية فجر أمسالأحد ليعيش سهرة أخرى من ليالي تيمقاد الخالدة. وأسدل الستار في جو حميمي على أضخم وأعرق مهرجان في الجزائر بعد أن تعاقبت على ركح مدينة تاموقادي أسماء لمعت في سماء الأغنية الجزائرية كالشاب أنور ونادية بارود و رابح عصمة وعبد القادر الخالدي وكادير الجابوني وأخرى عربية منها زهرة لجنف (تونس) وفرح يوسف (سوريا) وبالي كركلا اللبناني إلى جانب فرق أجنبية منها »بادومز باند« من إثيوبيا و بوليود ماصلا أوركاسترا من الهند ومو برازيل ولوتشانزو من البرتغال. للإشارة، صرح محافظ مهرجان تيمقاد الدولي و المدير العام للديوان الوطني للثقافة والإعلام لخضر بن تركي قبيل اختتام الطبعة ال 36 من التظاهرة بأن مهرجان تيمقاد الدولي في طبعته التضامنية مع غزة أعطى صورة مشرفة للجزائر والشعب الجزائري. وقال بن تركي في الندوة الصحفية التي جمعته، أول أمس، بممثلي وسائل الإعلام الوطنية المختلفة التي أحتضنها فندق»شيليا« بالمناسبة »لقد استطعنا باسم مهرجان تيمقاد أن نكون الحدث رغم رمزيتة بالنسبة للمداخيل وكان صدى المبادرة إعلاميا أقوى وحمل للعالم الوجه الحقيقي للروح التضامنية للمواطن والمثقف والفنان الجزائري«. وكشف بن تركي بأن مداخيل مهرجان تيمقاد الدولي وتظاهرة ليالي الكازيف بالجزائر العاصمة التي ستحول إلى الفلسطينيين في قطاع غزة، فيما سيكشف عنها في وقت لاحق بحضور مراقب لتحويل الأموال للجهات المعنية. كما تحدث محافظ المهرجان، عن سبب غياب الفنان الفلسطيني محمد عساف لأسباب عائلية - استشهاد اثنين من أفراد عائلته في أحداث غزة - عن »تيمقاد 2014 « التي كانت تضامنية مع الشعب الفلسطيني،مؤكدا أن الاتفاق مع الفنان ما يزال قائما حيث سيكون في الجزائر عندما تسمح له الظروف حيث سينشط حفلات بالجزائر وذلك قبل نهاية السنة الجارية.