كشفت صحيفة غارديان البريطانية أن الحكومة البريطانية بدأت تستخدم برنامجا للتجسس على المسلمين »الأبرياء« وجمع معلومات عنهم. ووفقا لوثائق اطلعت عليها الصحيفة، فإن المعلومات التي ترغب السلطات في الحصول عليها تتعلق بالتوجهات السياسية والدينية والصحة العقلية والأنشطة الجنسية ومعلومات حساسة أخرى عن هؤلاء الأبرياء، مشيرة إلى أن هذه المعلومات سيتم الاحتفاظ بها حتى بلوغ أصحابها عمر مائة سنة. ونفت الحكومة والشرطة البريطانيتين مرارا أن البرنامج الذي تبلغ تكاليفه 140 مليون جنيه إسترليني )نحو 222 مليون دولار( هو غطاء للتجسس على المسلمين في بريطانيا. لكن مصادر على صلة وثيقة بهذا النوع من البرامج يقولون إن البرنامج يتضمن جمع معلومات استخبارية عن أفكار ومعتقدات مسلمين غير متورطين في أنشطة إجرامية. وتورد الصحيفة أمثلة على تجسس البرنامج على المسلمين، فعلى سبيل المثال لا الحصر ارتبط تمويل مشروع الصحة العقلية لمساعدة المسلمين في مقاطعة ميدلاند بتمرير معلومات عن الأفراد إلى السلطات، في حين اعتبر البرنامج طالبا في إحدى كليات شمال إنجلترا متطرفا محتملا لمجرد حضوره اجتماعا عن غزة. ولم تعبر الجماعات الإسلامية فقط عن مخاوفها الجدية من استخدام البرنامج للتجسس على المسلمين، بل شمل ذلك عمالا شبابا ومدرسين وآخرين رفضوا الكشف عن أسمائهم خشية فقدان وظائفهم. وقد رفضت بعض الجماعات برنامج التمويل لاشتراطه صراحة على تقاسم المعلومات مع الوكالات الحكومية ومن بينها هيئات تنفيذ القانون. وقد عبرت مديرة حملة الحريات المدنية في منظمة »ليبرتي« شامي شاكرابارتي عن صدمتها حيال البرنامج، ووصفته بأنه أكبر برنامج للتجسس الداخلي يستهدف أفكار ومعتقدات الأبرياء في بريطانيا في العصور الحديثة. ورأت أنه برنامج لجمع المعلومات والتجسس على أشخاص أبرياء بسبب دينهم وليس بسبب سلوكهم.