استحوذ الإسلام والمسلمون على القدر الأكبر من تغطيات الصحف البريطانية أمس، فعلى الصفحة الأولى لصحيفة الغارديان عنوان ''إستراتيجية جديدة للحد من تجنيد إرهابيين''، عن خطة للشرطة البريطانية لجمع المعلومات وعمل الملفات عن الجاليات المسلمة لمنع انتشار الأفكار المتطرفة. ومع زيادة عدد المدانين في قضايا إرهاب، تهدف السلطات البريطانية إلى القضاء على المشكلة من جذورها عبر إرشاد الاباء عن أفضل السبل لإبعاد أبنائهم عن التطرف، وكذلك تضمين ذلك في المدارس. ويبدو أن الوثيقة محدودة التوزيع من 40 صفحة التي كتبت عنها الغارديان في صفحتها الأولى، هي ما كتبت عنها أيضا صحيفة الفاينانشيال تايمز. تكشف الصحيفة عن إستراتيجية جديدة لتدريب الشرطة البريطانية على معرفة القرآن والشريعة الإسلامية، بحيث يمكن لأي من أفرادها أن يعمل ضمن قوة مكافحة الإرهاب. وخصصت الحكومة البريطانية 240 مليون جنيه إسترليني (ما يفوق 30 مليار دينار جزائري) لبرامج الشرطة لمكافحة الإرهاب في السنوات الثلاث المقبلة. وحسب الخطة، ستضاف مواد الدين والدورات الثقافية لبرامج تدريب ضباط الشرطة، خاصة العاملين في مناطق بها جالية مسلمة كبيرة مثل برادفورد، بعدما بدأ ذلك في لندن. وتهدف الخطة إلى تكوين ملفات حول الجاليات الإسلامية، إضافة إلى الاعتماد على القيادات المحلية في الوصول إلى الأسر المسلمة. وتتردد بعض السلطات المحلية في قبول قيام المدرسين وموظفي الخدمات الحكومية بدور عين المراقبة ومصدر المعلومات عن جالية ما، باعتبار ذلك يضر بالتماسك المجتمعي. ولجأت الشرطة إلى ذلك، مقدرة أن الأسر المسلمة قد لا ترغب في إبلاغ الشرطة بمعلومات يسهل أن تبوح بها لموظفين مدنيين. ويفترض أن خطة التدريب وجمع المعلومات وإعداد الملفات يمكن ان يساعد في الحد من انتشار التطرف بتحديد مواقعه سريعا والتعامل مع من يتعرضون لخطر الانزلاق إليه. وفي الافتتاحية الرئيسية للفاينانشيال تايمز عن المشروع التركي لتنقية الحديث وإعادة تفسير أسس الشريعة على أساس عصري، وبعنوان ''إعادة النظر في رسالة الإسلام، محاولة تركيا لتحديث الفكر الإسلامي'' تقول الصحيفة إن الخطوة التي تدعمها حكومة تركيا الإسلامية المستنيرة في غاية الأهمية. وتذكر الافتتاحية أن الإسلام هو الذي أخرج أوروبا من عصور الظلام ومهد لعصر النهضة بإحيائهالأصول العلمية والفلسفية الإغريقية. وترى أن كثيرا من شوائب التطبيق الحالي، حسب ما يرى العلماء من جامعة أنقرة، إنما هي عادات وتقاليد بعيدة عن معاني القرآن.